حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ سورة الشورى آية 51 ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَعُمُّ مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَالْكَلامُ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى ، مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَالْوَحْيُ : مَا يُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى النَّبِيِّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ، فَيُثَبِّتُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَرَادَ مِنْ وَحْيِهِ فِي قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَتَكَلَّمُ بِهِ النَّبِيُّ وَيُثَبِّتُهُ ، وَهُوَ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَحْيُهُ ، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، لا يُكَلِّمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُ سِرٌّ غَيْبٌ بَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ رُسُلِهِ ، وَمِنْهُ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ، وَلا يَكْتُبُونَهُ لأَحَدٍ ، وَلا يَأْمُرُونَ بِكِتَابَتِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِهِ النَّاسَ حَدِيثًا وَيُبَيِّنُونَ لَهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ وَيُبَلِّغُوهُمْ ، وَمِنَ الْوَحْيِ مَا يُرْسِلُ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ يَشَاءُ مِمَّنِ اصْطَفَاهُ مِنْ مَلائِكَتِهِ ، فَيُكَلِّمُونَ أَنْبِيَاءَهُ مِنَ النَّاسِ ، وَمِنَ الْوَحْيِ مَا يُرْسِلُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ فَيُوحُونَ بِهِ وَحْيًا فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ رُسُلِهِ ، وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ يُرْسِلُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ سورة البقرة آية 97 ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الرُّوحُ الأَمِينُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ { 192 } نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ { 193 } عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ { 194 } بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ { 195 } سورة الشعراء آية 192-195 " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |