وَأَنْبَأَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ ، قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ غَيْلانَ يَقُولُ فِي الْقَدْرِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَحَجَبَهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا غَيْلانُ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ قَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ : فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنْ لا تَقُولَ شَيْئًا ، فَقَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا { 1 } إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا { 2 } إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا { 3 } سورة الإنسان آية 1-3 ، قَالَ عُمَرُ : اقْرَأْ آخِرَ السُّورَةِ : وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا { 30 } يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا { 31 } سورة الإنسان آية 30-31 ، ثُمّ قَالَ : مَا تَقُولُ يَا غَيْلانُ ؟ قَالَ : أَقُولُ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَبَصَّرْتَنِي ، وَأَصَمَّ فَأَسْمَعْتَنِي ، وَضَالا فَهَدَيْتَنِي ، فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ غَيْلانُ عِنْدَكَ صَادِقًا وَإِلا فَاصْلُبْهُ . قَالَ : فَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلامِ فِي الْقَدَرِ ، فَوَلاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ دَارَ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى هِشَامٍ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَقَطَعَ يَدَهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَالذُّبَابُ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ : يَا غَيْلانُ هَذَا قَضَاءٌ وَقَدَرٌ ؛ قَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا هَذَا قَضَاءٌ وَلا قَدَرٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَصَلَبَهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |