أَنْبَأَنَا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، وَخَلادُ بْنُ أَسْلَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ وَاللَّفْظُ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " بَعْثَ حُذَيْفَةَ عَلَى مَا سَقَتْ دِجْلَةُ ، وَبَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ ، فَوَضَعَا الْخَرَاجَ ، فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ قَالَ : لَعَلَّكُمَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتَ لا ضعفت أَرْضِي وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : لَقَدْ حَمَّلْتُهَا مَا تُطِيقُ ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ فَقَالَ : لَئِنْ عِشْتُ لأَرَامِلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ لأَدَعْهُنَّ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي قَالَ : فَمَا لَبِثَ إِلا أَرْبَعَةً حَتَّى أُصِيبَ قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ ؛ قَالَ لِلنَّاسِ : اسْتَوَوْا فَلَمَّا اسْتَوَوْا طَعَنَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ قَتَلَنِي الْكَلْبُ قَالَ : فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذِي طَرَفَيْنِ لا يَدْنُوا مِنْهُ إِنْسَانٌ إِلا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ بُرْنُسًا ، ثُمَّ جَثَمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ ، طَعَنَ نَفْسَهُ ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ؛ قَالَ : وَقَدَّمَ النَّاسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ صَلاةً خَفِيفَةً قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ لابْنِ عَبَّاسٍ : انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي قَالَ : فَجَالَ جَوْلَةً ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَقَالَ : الصَّنِيعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ خَيْرًا ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي فِي يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ فَقَالَ : أَلا نَقْتُلُهُمْ ؛ قَالَ : أَبَعْدَ مَا صَلَّوْا صَلاتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ ، ثُمَّ حُمِلَ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ ، فَكَأَنَّ لَمْ يُصِبِ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ لَكَ ، ثُمَّ وُلِّيتَ فَعَدَلْتَ ، ثُمَّ رَزَقَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّهَادَةَ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، وَدِدْتُ أَنِّي وَذَاكَ لا لِي وَلا عَلَيَّ ، ثُمَّ أَدْبَرَ الشَّابُّ ، فَإِذَا هُوَ يَجُرُّ إِزَارُهُ ، فَقَالَ : رُدُّوهُ ، فَرُدَّ ، فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي ، ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ ، أَتْقَى لِرَبِّكَ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : فَوَاللَّهِ مَا مَنَعَهُ مَا كَانَ فِيهِ أَنْ نَصَحَهُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابِ نَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَعَرَفَ أَنَّهُ لَمَّ بِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَنَظَرَ فَإِذَا بِضْعٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا فَقَالَ : سَلْ فِي آلِ عُمَرَ فَإِنْ وَفَّى وَإِلا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيٍّ ، فَإِنْ وَفَّتْ وَإِلا فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ ، وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، ائْتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقُلْ : إِنَّ عُمَرَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ ، وَلا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ ، وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ فِي أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَإِنْ أَذِنَتْ فَادْفِنُونِي مَعَهُمَا ، وَإِنْ أَبَتْ فَرَدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَتَاهَا عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ يَسْتَأْذِنُ فِي أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَقَالَتْ : لَقَدْ كُنْتُ أَدَّخِرُ ذَلِكَ الْمَكَانَ لِنَفْسِي لأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ عُمَرُ : أَقْعِدُونِي ثُمَّ قَالَ : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : قَدْ أَذِنَتْ لَكَ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، مَا شَيْءٌ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ ، فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ قُولُوا : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ فَإِنْ أَذِنَتْ فَادْفِنُونِي وَإِلا فَرَدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : اسْتَخْلِفْ وَإِنَّ الأَمْرَ إِلَى هَؤُلاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ : عَلِيٍّ ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، وَلْيَشْهَدْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ فَإِنْ أَصَابَتِ الْخِلافَةُ سَعْدًا ، وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ مَنْ وَلِيَ ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ ، ثُمَّ قَالَ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلامِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَجُبَاةُ الْمَالِ لا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلا فَضْلَهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا ؛ فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلامِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ وَلا يُكَلَّفُوا إِلا طَاقَتَهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ | عمرو بن ميمون الأودي / توفي في :75 | ثقة |
حُصَيْنٍ | الحصين بن عبد الرحمن السلمي | ثقة متقن |
عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ | علي بن عاصم التميمي / ولد في :105 / توفي في :201 | متروك الحديث |
وَخَلادُ بْنُ أَسْلَمَ | خلاد بن أسلم الصفار | ثقة |
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ | يعقوب بن إبراهيم العبدي / ولد في :160 / توفي في :252 | ثقة |
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ | يوسف بن موسى الرازي / توفي في :253 | صدوق حسن الحديث |
عُمَرَ بْنِ مَيْمُونٍ | عمر بن الرماح البلخي / توفي في :171 | ثقة |
إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ | إسحاق بن شاهين الواسطي | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ | محمد بن يحيى البغدادي / ولد في :228 / توفي في :318 | ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة |