حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : " يُنَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ ، قَالَ فَيَجْعَلُهُمُ اللَّهُ فِي رِيَاضِ الْمِسْكِ ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَسْمِعُوهُمْ عِبَادِي تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي وَالثَّنَاءَ عَلَيَّ وَأَخْبِرُوهُمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ سورة آل عمران آية 170 ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فِي النَّاسِ قَوْمٌ نَزَّهُوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ مَا لَهَا فِيهِ اللَّذَّةُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمَلاهِي فَالْعَاقِلُ مِنَ النَّاسِ لا يُبَلِّغُ نَفْسَهُ مَا تَهْوَى بَلْ يَمْنَعُهَا مِنْ ذَلِكَ , سَمِعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى فَقِهَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , هَذَا الْخِطَابَ فَزَجَرَ نَفْسَهُ عَنْ هَوَاهَا بِتَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ الْكَرِيمِ لَهُ فَكَانَ عَاقِبَةُ هَذَا مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ . عَلِمَ أَنَّ اسْتِمَاعَ مَا تَهْوَاهُ النُّفُوسُ مِمَّا هُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ مِنَ اللَّغْوِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، سَمِعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ وَقَدْ مَدَحَ الْعُقَلاءَ فَقَالَ : وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَسَمِعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ فَمَدَحَهُمْ بِإِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْبَاطِلِ فَكَانَ مُرَادُهُ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ مَوْلاهُ الْكَرِيمُ مِمَّا سَمِعَهُ أَحَبَّهُ مَوْلاهُ وَكَانَ لَهُ بِاسْتِمَاعِهِ الرَّحْمَةُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَسَمِعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ هَذِهِ صِفَةُ الْعُقَلاءِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |