أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، قَالَ : قَالَ جُنْدُبٌ : قَالَ حُذَيْفَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ : " لَمَّا أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ إِلَى قَوْمِ لُوطٍ لِيُهْلِكُوهُمْ ، قِيلَ لَهُمْ لا تُهْلِكُوا قَوْمَ لُوطٍ فَأَتَوْا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَبَشَّرُوهُ بِمَا بَشَّرُوهُ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ مُجَادَلَتُهُ إِيَّاهُمْ أَنْ قَالَ لَهُمْ : إِنْ كَانَ فِيهِمْ خَمْسُونَ أَتُهْلِكُونَهُمْ ؟ ، قَالُوا : لا ، قَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ فِيهِمْ أَرْبَعُونَ ؟ ، قَالُوا : لا ، قَالَ : فَثَلاثُونَ ؟ ، قَالُوا : لا ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشَرَةٍ ، وَخَمْسَةٍ شَكَّ سُلَيْمَانُ ، فَأَتَوْا لُوطًا عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ فِي أَرْضٍ يَعْمَلُ فِيهَا فَحَسَبَهُمْ ضَيْفًا ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ حِينَ أَمْسَى إِلَى أَهْلِهِ فَأَمْسَوْا مَعَهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ ؟ ، قَالُوا : مَا يَصْنَعُونَ ؟ ، قَالَ : مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَشَرَّ مِنْهُمْ ، قَالَ : فَانْتَهَى بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَانْطَلَقَتِ الْعَجُوزُ السُّوءُ امْرَأَتُهُ فَأَتَتْ قَوْمَهُ ، فَقَالَتْ : لَقَدْ تَضَيَّفَ لُوطًا قَوْمٌ مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَحْسَنَ وُجُوهًا ، وَلا أَطْيَبَ رِيحًا مِنْهُمْ ، فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ حَتَّى دَفَعُوا الْبَابَ ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ عَلَيْهِمْ ، فَمَالَ مَلَكٌ بِجَنَاحِهِ فَصَفَقَهُ دُونَهُمْ ، ثُمَّ أَغْلَقَ الْبَابَ ، ثُمَّ عَلَوُا الْجِدَارَ فَعَلَوْا مَعَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ : هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ حَتَّى بَلَغَ أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالُوا : يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَقَالَ حِينَ عَلِمَ أَنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ ، قَالَ : فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلا عَمِيَ قَالَ : فَبَاتُوا بِشَرِّ لَيْلَةٍ عُمْيًا يَنْتَظِرُونَ الْعَذَابَ ، قَالَ : وَسَارَ بِأَهْلِهِ وَاسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي هَلَكَتِهِمْ فَأُذِنَ لَهُ ، فَارْتَفَعَتِ الأَرْضُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فَعَلا بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا نُبَاحَ كِلابِهِمْ ، وَأَوْقَدَ تَحْتَهَا نَارًا ، ثُمَّ قَلَبَهَا بِهِمْ ، قَالَ : فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ الْوَجْبَةَ وَهِيَ مَعَهُ فَالْتَفَتَتْ فَأَصَابَهَا الْعَذَابُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةُ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |