تفسير

رقم الحديث : 132

حَدَّثَنَا شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ ، وَأَحْسَبُهُ يُوسُفَ بْنَ صَاعِدٍ ، قَالَ : وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خُيثمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ ، فَسَمِعَتْهُمْ ، يَقُولُونَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ فُلانٌ ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى ، وَكَانَتْ غَاسِلَةً ، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا ، فَسَأَلَتْهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الأَخنس ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهَا : " أَمَا إِنَّ حَيْضَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ " . وَلِقَوْلِهَا : " كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ " . قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلانٌ ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا ، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ " فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الآنَ " . أَخْبَرَنِي السَّاجِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَهُمْ ، قَالَ : لَمَّا وَضَعَ أَبُو عُبَيْدٍ كُتُبَ الْفِقْهِ وَالرَّدِّ بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ بَعْضُ كُتُبِهِ ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِحُجَجٍ لِلشَّافِعِيِّ وَيَحْكِي لَفْظَهُ ، وَهُوَ لا يَذْكُرُ الشَّافِعِيَّ ، فَغَضِبَ حُسَيْنٌ وَلَقِيَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عُبَيْدٍ ، تَقُولُ فِي كُتُبِكَ : قَالَ ابْنُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ فُلانٌ ، وَتُدْغِمُ ذِكْرَ الشَّافِعِيِّ ، وَقَدْ سَرَقْتَ احْتِجَاجَهُ مِنْ كُتُبِهِ ، مَا أَنْتَ ! وَهَلْ تُحْسِنُ أَنْتَ شَيْئًا ! إِنَّمَا أَنْتَ رَاوِيَةٌ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ صَدْرَ رَجُلٍ ، فَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلاعِهِ ، فَأَجَابَهُ بِالْخَطَإِ ، فَقَالَ : أَنْتَ لا تُحْسِنُ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً ، تَضَعُ الْكُتُبَ ! فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَيَّنَ أَمْرَهُ . أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ ، حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ ، فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الأَعْمَشِ شَيْئًا ، قَالَ : فَغَضِبَ ، فَقَالَ : هَذَا كَلامُ أَهْلِ الْعِلْمِ ! وَمَنْ يَضْبِطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ ؟ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا ! مَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ : ذَاكِرَانِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي ، قَالَ : اكْتُبْ ، لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ، قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ، ثُمَّ قَالَ : لا تَعُدْ قُلْتُ : لا أَعُودُ ، قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ ، فَقَالَ : امْضِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ ، قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ ، قَالَ فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ، فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا ، وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا ، قَالَ : ارْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ، وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ ، حَتَّى كَتَبْنَا ثَلاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ ، وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا ، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ، قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ ، قَالَ : لا تَعُدْ ثَانِيًا تَقُولُ مَا قُلْتَ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا ، قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا ؟ كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ ، سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

الْقَاسِمِ

ثقة أفضل أهل زمانه

عُثْمَانَ بْنِ الأَخنس

صدوق حسن الحديث

أَبُو ثَوْرٍ

ثقة

يُوسُفَ بْنَ صَاعِدٍ

ثقة

أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ

مجهول الحال