حديث الجساسة


تفسير

رقم الحديث : 44

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلامٍ , يَقُولُ : قَوْلُهُ : فَخْمًا مُفَخَّمًا : الْفَخَامَةُ فِي الْوَجْهِ نُبْلُهُ وَامْتِلاؤُهُ مَعَ الْجَمَالِ وَالْبَهَاءِ , وَالْمَرْبُوعُ : الَّذِي بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ , الْمُشَذَّبُ : الْمُفْرِطُ فِي الطُّولِ , وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ , قَالَ جَرِيرٌ : أَلْوَى بِهَا شَذْبُ الْعُرُوقِ مُشَذَّبٌ فَكَأَنَّمَا وَكَنَتْ عَلَى طِرْبَالٍ وَقَوْلُهُ : رَجْلَ الشَّعْرِ : الرَّجْلُ الَّذِي لَيْسَ بِالسَّبْطِ الَّذِي لا تَكَسُّرَ فِيهِ , الْقَطَطِ الشَّدِيدِ الْجُعُودَةِ , فَهُوَ جَعْدٌ بَيْنَ هَذَيْنِ , وَالْعَقِيصَةُ : الشَّعْرُ الْمَعْقُوصُ , وَهُوَ نَحْوٌ مِنَ الْمَضْفُورِ , وَمِنْهُ عُمَرُ : مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَوْ ضَفَرَ فَعَلَيْهِ الْحَلْقُ . وَقَوْلُهُ : أَزَجَّ الْحَاجِبَيْنِ سَوَابِغَ , الزَّجَجُ فِي الْحَوَاجِبِ , أَنْ يَكُونَ فِيهِ تَقَوُّسٌ مَعَ طُولٍ فِي أَطْرَافِهَا , وَهُوَ السُّبُوغُ فِيهَا , قَالَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ : إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا وَقَوْلُهُ : فِي غَيْرِ قَرَنٍ : وَالْقَرَنُ الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ حَتَّى يَتَّصِلا , يَقُولُ : فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ , وَلَكِنْ بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ : أَبْلَجُ ، وَذَكَرَ أَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَحْسِنُ هَذَا ، وَقَوْلُهُ : عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ , يَقُولُ : إِذَا غَضِبَ دَرَّ الْعِرْقُ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ , وَدُرُورُهُ غِلَظُهُ وَنُتُوؤُهُ وَامْتِلاؤُهُ ، وَقَوْلُهُ : أَقْنَى الْعِرْنِينَ : يَصِفُ الأَنْفَ , وَالْقَنَا أَنْ يَكُونَ فِيهِ دِقَّةٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ فِي قَصَبَتِهِ , يَقُولُ مِنْهُ : رَجُلٌ أَقْنَى وَامْرَأَةٌ قَنْوَاءُ ، وَالأَشَمُّ أَنْ يَكُونَ الأَنْفُ دَقِيقًا لا قَنَا فِيهِ ، وَقَوْلُهُ : كَثَّ اللِّحْيَةِ : الْكُثُوثَةُ أَنْ تَكُونَ اللِّحْيَةُ غَيْرَ دَقِيقَةٍ وَلا طَوِيلَةٍ ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَافَةٌ مِنْ غَيْرِ عِظَمٍ وَلا طُولٍ , وَقَوْلُهُ : ضَلِيعَ الْفَمِ : أَحْسِبُهُ يَعْنِي حُلَّةً فِي الشَّفَتَيْنِ , وَقَوْلُهُ : أَشْنَبَ : الأَشْنَبُ الَّذِي يَكُونُ فِي أَسْنَانِهِ رِقَّةٌ وَتَحَدُّرٍ , وَيُقَالُ مِنْهُ : رَجُلٌ أَشْنَبُ وَامْرَأَةٌ شَنْبَاءُ , وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ : لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ وَفِي اللِّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ وَالْمُفَلَّجُ : هُوَ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ تَفَرُّقٌ , وَالْمَسْرُبَةُ : الشَّعْرُ الَّذِي بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ , شَعْرٌ يَجْرِي كَالْخَطِّ , قَالَ الشَّاعِرُ الأَعْشَى : الآنَ لَمَّا ابْيَضَّتْ مَسْرُبَتِي وَعَضَضْتُ مِنْ نَابِي عَلَى خِذْمِ وَقَوْلُهُ : جِيدُ دُمْيَةٍ : الْجِيدُ الْعُنُقُ , الدُّمْيَةُ الصُّورَةُ , وَقَوْلُهُ : ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ : اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْكَرَادِيسِ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ الْعِظَامُ , وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ عَظِيمُ الأَلْوَاحِ , وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْكَرَادِيسَ رُءُوسَ الْعِظَامِ , وَالْكَرَادِيسُ فِي غَيْرِ هَذَا الْكَتَائِبُ فِي الْحُرُوبِ , وَالزَّنْدَانُ : هُمَا الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِي السَّاعِدَيْنِ الْمُتَّصِلانِ بِالْكَفَّيْنِ وَصِفَةٌ بِطُولِ الذِّرَاعِ , سَبِطُ الْقَصَبِ : الْقَصَبُ كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخٍّ مِثْلُ السَّاقَيْنِ وَالسَّاعِدَيْنِ وَالذِّرَاعَيْنِ , وَسُبُوطُهُمَا امْتِدَادُهُمَا , يَصِفُهُ بِطُولِ الْعِظَامِ , قَالَ ذُو الرُّمَّةِ : جَوَاعِلُ فِي الْبُرَى قَصَبًا خِدَالا أَرَادَ بِالْبُرَى الأَسْوِرَةَ وَالْخَلاخِلَ وَقَوْلُهُ : شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ : يُرِيدُ أَنَّ فِيهِمَا بَعْضَ الْغِلَظِ . وَالأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ فِي بَاطِنِهَا مَا بَيْنَ صَدْرِهَا وَعَقِبِهَا ، وَهُوَ الَّذِي لا يُلْصَقُ بِالأَرْضِ مِنَ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوَطْءِ , قَالَ الأَعْشَى يَصِفُ امْرَأَةً بِإِبْطَائِهَا فِي الْمَشْيِ : كَأَنَّ أَخْمَصَهَا بِالشَّوْكِ مُنْتَعِلٌ وَقَوْلُهُ : خُمْصَانَ : يُرِيدُ أَنَّ ارْتِفَاعَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنْ قَدَمَيْهِ فِيهِ تَجَافٍ عَنِ الأَرْضِ , وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ خُمُوصَةِ الْبَطْنِ وَهِيَ ضَمْرَةٌ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَجُلٌ خُمْصَانٌ وَامْرَأَةٌ خُمْصَانَةٌ , وَقَوْلُهُ : مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ : يَعْنِي أَنَّهُمَا مَلْسَاوَانِ لَيْسَ بِظُهُورِهِمَا تَكَسُّرٌ , وَلِهَذَا قَالَ : يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ ، يَعْنِي أَنَّهُ لا ثَبَاتَ لِلْمَاءِ عَلَيْهِمَا , وَقَوْلُهُ إِذَا خَطَا : تَكَفِّيًا : يَعْنِي التَّمَايُلَ , أَخَذَهُ مِنْ تَكَفِّي السُّفُنِ , وَقَوْلُهُ : ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ : يَعْنِي وَاسِعَ الْخُطَى , وَقَوْلُهُ : كَأَنَّمَا انْحَطَّ مِنْ صَبَبٍ : أَرَاهُ يُرِيدُ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ غَاضٌّ بَصَرَهُ , لا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ , وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْمُنْحَطُّ , ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ : خَافِضَ الطَّرْفِ , نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ , وَقَوْلُهُ : إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا : يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَلْوِي عُنُقَهُ دُونَ جَسَدِهِ ، فَإِنَّ هَذَا بَعْضُ الْخِفَّةِ وَالطَّيْشِ , وَقَوْلُهُ : دَمِثٌ : هُوَ اللَّيِّنُ وَالسَّهْلُ , وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ : دَمْثٌ , وَمِنْهُ حَدِيثُ : " أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَمَالَ إِلَى دَمْثٍ " , وَقَوْلُهُ : إِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ : الإِشَاحُ الْجِدُّ وَقَدْ يَكُونُ الْحَذَرَ , وَقَوْلُهُ : وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ : الافْتِرَارُ أَنْ تُكَشِّرَ الأَسْنَانَ ضَاحِكًا مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ , وَحَبُّ الْغَمَامِ الْبَرَدُ , شُبِّهَ بِهِ بَيَاضُ أَسْنَانِهِ , قَالَ جَرِيرٌ : يَجْرِي السِّوَاكُ عَلَى أَغَرَّ كَأَنَّهُ بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ مُتُونِ غَمَامِ وَقَوْلُهُ : يَدْخُلُونَ رُوَّادًا : الرُّوَّادُ الطَّالِبُونَ وَأَحَدُهُمْ رَائِدٌ , وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : الرَّائِدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ , وَقَوْلُهُ : لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ : يَعْنِي عُدَّةً قَدْ أَعَدَّ لَهُ , لا يُوَطِّنُ الأَمَاكِنَ : أَيْ لا يَجْعَلُهَا لِنَفْسِهِ مَوْضِعًا يُعْرَفُ , إِنَّمَا يَجْلِسُ حَيْثُ يُمْكِنُهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ حَاجَتُهُ , ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ : يَجْلِسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ " . وَقَوْلُهُ فِي مَجْلِسِهِ : لا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ : يَقُولُ لا يُوصَفُ فِيهِ النِّسَاءُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.