قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ ؟ قَالَ : " كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ : عَلَى الْحِلْمِ وَالْحَذَرِ , وَالتَّقْدِيرِ وَالتَّفَكُّرِ ، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَتِهِ النَّظَرُ وَالاسْتِمَاعُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا تَفَكُّرُهُ أَوْ قَالَ : تَذَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى ، وَجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبْرِ ، وَكَانَ لا يُغْضِبُهُ وَلا يَسْتَفِزُّهُ شَيْءٌ . جُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ : أَخْذُهُ بِالْحُسْنَى , لِيَقْتَدُوا بِهِ ، وَتَرْكُهُ الْقَبِيحَ لِيَتَنَاهَوْا عَنْهُ ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا يُصْلِحُ أُمَّتَهُ ، وَالْقِيَامُ فِيمَا جُمِعَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " .