حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ، ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَتِي ، فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَقَدْتَهُ ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ ، فَتَلَفَّعْتُ بِمِرْطِي ، أَمَا وَاللَّهِ مَا كَانَ مِرْطِي خَزًّا ، وَلا قَزًّا ، وَلا حَرِيرًا ، وَلا دِيبَاجًا ، وَلا قُطْنًا ، وَلا كَتَّانًا ، قِيلَ : وَمِمَّ كَانَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، قَالَتْ : كَانَ سُدَاهُ شَعَرًا وَلُحْمَتُهُ مِنْ أَوْبَارِ الإِبِلِ ، قَالَتْ : فَطَلَبْتُهُ فِي حُجَرِ نِسَائِهِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى حُجْرَتِي ، فَإِذَا بِهِ كَالثَّوْبِ السَّاقِطِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ سَاجِدًا ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : سَجَدَ لَكَ سَوَادِي ، وَخَيَالِي ، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي ، هَذِهِ يَدِي ، وَمَا جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي ، يَا عَظِيمُ ، يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ ، اغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَعَادَ سَاجِدًا ، فَقَالَ : أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ : أُعَفِّرُ وَجْهِي فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي ، فَحَقٌّ لَهُ إِنْ سَجَدَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبًا مِنَ الشَّرِّ نَقِيًّا لا كَافِرًا ، وَلا شَقِيًّا ، قَالَتْ : ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَدَخَلَ مَعِي فِي الْخَمِيلَةِ وَلِي نَفَسٌ عَالٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا النَّفَسُ يَا حُمَيْرَاءُ ؟ ، فَأَخْبَرْتُهُ فَطَفِقَ يَمْسَحُ بِيَدِهِ عَنْ رُكْبَتِي ، وَيَقُولُ : وَبِئْسَ هَاتَيْنِ الرُّكْبَتَيْنِ ، مَاذَا لَقِيَتَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ ، أَوْ مُشَاحِنٍ " ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ ، فَيَغْفِرُ لأَهْلِ الأَرْضِ إِلا لِمُشْرِكٍ ، أَوْ مُشَاحِنٍ " ، قَالَ : الْمُشَاحِنُ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِنُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
أَبِيهِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ | هشام بن عروة الأسدي / ولد في :58 / توفي في :145 | ثقة إمام في الحديث |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ | سليمان بن أبي كريمة الشامي | متروك الحديث |
عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ | عمرو بن هاشم البيروتي | صدوق حسن الحديث |
بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ | بكر بن سهل الدمياطي | مقبول |