حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ خُصَيْفٍ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ مِسْطَحٍ ، فَخَرَجْتُ إِلَى حُشٍّ لِحَاجَةٍ فَوَطِئَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ عَلَى عَظْمٍ أَوْ شَوْكَةٍ ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، قُلْتُ : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، تَسُبِّينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : أَشْهَدُ أَنَّكِ مِنَ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ، أَتَدْرِينَ مَا قَدْ طَارَ عَلَيْكِ ؟ فَقُلْتُ : لا وَاللَّهِ ، قَالَتْ : مَتَى عَهْدُكِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقُلْتُ : رَسُولُ اللَّهِ يَصْنَعُ فِي أَزْوَاجِهِ مَا أَحَبَّ ، يَبْدَأُ مَنْ أَحَبَّ ، وَيُرْجِي مَنْ أَحَبَّ مِنْهُنَّ . قَالَتْ : فَإِنَّهُ طيرَ عَلَيْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَخَرَرْتُ مَغْشِيَّةً عَلَيَّ ، فَبَلَغَ أُمُّ رُومَانَ أُمِّي ، فَلَمَّا بَلَغَهَا أَنَّ عَائِشَةَ قَدْ بَلَغَهَا الأَمْرَ أَتَتْنِي ، فَحَمَلَتْنِي ، فَذَهَبْتُ إِلَى بَيْتِهَا . فَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَائِشَةَ قَدْ بَلَغَهَا الأَمْرُ ، فَجَاءَ إِلَيْهَا ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، وَجَلَسَ عِنْدَهَا ، وَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَسَّعَ التَّوْبَةَ " ، فَازْدَدْتُ شَرًّا إِلَى مَا بِي ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تَنْتَظِرُ بِهَذِهِ الَّتِي خَانَتْكَ وَفَضَحَتْنِي ؟ ! قَالَتْ : فَازْدَدْتُ شَرًّا إِلَى شَرٍّ ، قَالَتْ : فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : " يَا عَلِيُّ ، مَا تَرَى فِي عَائِشَةَ ؟ " ، قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " لَتُخْبِرَنِّي مَا تَرَى فِي عَائِشَةَ " ، قَالَ : قَدْ وَسَّعَ اللَّهُ النِّسَاءَ ، وَلَكِنْ أَرْسِلْ إِلَى بَرِيرَةَ خَادِمِهَا ، فَسَلْهَا ، فَعَسَى أَنْ تَكُونَ قَدِ اطَّلَعَتْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا . فَأَرْسَلَ إِلَى بَرِيرَةَ ، فَجَاءَتْ ، فَقَالَ لَهَا : " أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَإِنْ سَأَلْتُكِ عَنْ شَيْءٍ فَلا تَكْتُمِينِي " ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا شَيْءٌ تَسْأَلُنِي عَنْهُ إِلا أَخْبَرْتُكَ ، وَلا أَكْتُمُكَ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ شَيْئًا ، قَالَ : " فَقَدْ كُنْتِ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَهَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا تَكْرَهِينَهُ ؟ " قَالَتْ : لا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالنُّبُوَّةِ ، مَا رَأَيْتُ مِنْهَا مُنْذُ كُنْتُ عِنْدَهَا إِلا خُلَّةً ، قَالَ : " وَمَا هِيَ ؟ " قَالَتْ : عَجَنْتُ عَجِينًا لِي ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ : احْفَظِي هَذَا الْعَجِينَ حَتَّى أَقْتَبِسَ نَارًا ، فَأَخْتَبِزَ ، فَقَامَتْ تُصَلِّي ، فَغَفَلَتْ عَنِ الْعَجِينِ ، فَجَاءَتِ الشَّاةُ فَأَكَلْتُهُ . فَأَرْسَلَ إِلَى أُسَامَةَ ، فَقَالَ : " يَا أُسَامَةُ ، مَا تَرَى فِي عَائِشَةَ ؟ " ، قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " لَتُخْبِرَنِّي بِمَا تَرَى فِيهَا " ، قَالَ : فَإِنِّي أَرَى أَنْ تَسْكُتَ عَنْهَا حَتَّى يُحْدِثَ اللَّهُ إِلَيْكَ فِيهَا . قَالَتْ : فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَ الْوَحْيُ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ جَعَلْنَا نَرَى فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّرُورَ ، وَجَاءَ عُذْرُهَا مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ ، ثُمَّ أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ ، قَدْ أَتَاكِ اللَّهُ بِعُذْرِكِ " . فَقُلْتُ : لِغَيْرِ حَمِدْكَ ، وَحَمْدِ صَاحِبِكَ ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكَلَّمَتْ ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهَا يَقُولُ : " كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " . لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مِقْسَمٍ إِلا خُصَيْفٌ ، تَفَرَّدَ بِهِ : عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
مِقْسَمٍ | مقسم بن بجرة / توفي في :101 | صدوق حسن الحديث |
خُصَيْفٍ | خصيف بن عبد الرحمن الجزري | صدوق سيء الحفظ خلط بآخره ورمي بالإرجاء |
عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ | عتاب بن بشير الجزري / توفي في :190 | صدوق حسن الحديث |
أَبِي | عمرو بن خالد الحراني / توفي في :229 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو | محمد بن عمرو الحراني / توفي في :292 | مجهول الحال |