حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ ، أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " احْتَفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ وَأَصْحَابُهُ قَدْ شُدُّوا الْحِجَارَةَ عَلَى بُطُونِهِمْ مِنَ الْجُوعِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : هَلْ دُلِلْتُمْ عَلَى رَجُلٍ يُطْعِمُنَا أَكَلَةً ؟ قَالَ رَجُلٌ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا لا فَتَقَدَّمْ فَدُلَّنَا عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى الرَّجُلِ فَإِذَا فِي الْخَنْدَقِ يُعَالِجُ نَصِيبَهُ مِنْهُ ، فَأَرْسَلَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ جئْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَانَا ، فَجَاءَ الرَّجُلُ يَسْعَى ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي وَلَهُ مَعْزَةٌ وَمَعَهَا جَدْيُها ، فَوَثَبَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجَدْيُ مِنْ وَرَائِنَا ، فَذَبَحَ الْجَدْيَ ، وعَمَدَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى طَحِينَةٍ لَهَا فَعَجَنَتْها وَخَبَزَتْ فَأَدْرَكَتِ الْقِدْرَ فَثَرَدَتْ قَصْعَتَهَا ، فَقَرَّبَتْها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ فِيهَا ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهَا اطْعَمُوا ، فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّى صَدَرُوا وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْهَا إِلا ثُلُثَهَا وَبَقِيَ ثُلُثَاهَا ، فَسَرَّحَ أُولَئِكَ الْعَشَرَةَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَنِ اذْهَبُوا وسَرِّحُوا إِلَيْنَا بِعِدَّتِكُمْ ، فَذَهَبُوا وَجَاءَ أُولَئِكَ الْعَشَرَةُ مَكَانَهُمْ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ قَامَ وَدَعَا لِرَبَّةِ الْبَيْتِ وَسَمَّتَ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهَا ، ثُمَّ تَمَشَّوْا إِلَى الْخَنْدَقِ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِنَا إِلَى سَلْمَانَ فَإِذَا صَخْرَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ قَدْ ضَعُفَ عَنْهَا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : دَعُونِي فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَهَا ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَضَرَبَهَا فَوَقَعَتْ فِلْقَةٌ ثُلُثُهَا ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ قُصُورُ الرُّومِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِأُخْرَى فَوَقَعَتْ فِلْقَةٌ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ قُصُورُ فَارِسَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " ، فَقَالَ عِنْدَهَا الْمُنَافِقُونَ : نَحْنُ نُخَنْدِقُ عَلَى أَنْفُسِنَا وَهُوَ يَعِدُنا قُصُورَ فَارِسٍ وَالرُّومِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عِكْرِمَةَ | عكرمة مولى ابن عباس / ولد في :20 / توفي في :104 | ثقة |
نُعَيْمُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ | نعيم بن سعيد العبدي | مجهول الحال |
أَبُو تُمَيْلَةَ | يحيى بن واضح الأنصاري | ثقة |
سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ | سعيد بن محمد الجرمي | صدوق رمي بالتشيع |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ | عبد الله بن أحمد الشيباني / ولد في :213 / توفي في :290 | ثقة حجة |