كعب بن عجرة الانصاري يكني ابا محمد


تفسير

رقم الحديث : 15545

" ثُمَّ وَاعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلا لِبَيْعَتِهِ ، وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ ، وَإِنَّهُ لَعَلَى شِرْكِهِ ، فَقُلْنَا : يَا أَبَا جَابِرٍ ، إِنَّا وَاللَّهِ لَنَرْغَبُ بِكَ أَنْ تَمُوتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، فَتَكُونَ لِهَذِهِ النَّارِ غَدًا حَطَبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَعَثَ رَسُولا يَأْمُرُ بِتَوْحِيدِهِ ، وَقَدْ أَسْلَمَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِكَ ، وَقَدْ وَاعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْبَيْعَةِ ، فَأَسْلَمَ وَطَهَّرَ ثِيَابَهُ وَحَضَرَهَا مَعَنَا ، وَكَانَ نَقِيبًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وَاعَدَنَا فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى أَوَّلَ اللَّيْلِ مَعَ قَوْمِنَا ، فَلَمَّا اسْتَثْقَلَ النَّاسُ فِي النَّوْمِ تَسَلَّلْنَا مِنْ فُرُشِنَا تَسَلُّلَ الْقَطَا ، حَتَّى اجْتَمَعْنَا بِالْعَقَبَةِ ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَمُّهُ الْعَبَّاسُ ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمَرَ ابْنِ أَخِيهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ ، قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، إِنَّمَا كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا ، الْخَزْرَجَ يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا بِحَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ ، وَهُوَ فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَبِلادِهِ ، وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ ، وَقَدْ أَبَى إِلا انْقِطَاعَنَا إِلَيْكُمْ وَإِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّكُمْ وَافُونَ لَهُ بِمَا وَعَدْتُمُوهُ إِلَيْهِ فَأَنْتُمْ وَمَا عَلِمْتُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَخْشَوْنَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِذْلانًا ، فَاتْرُكُوهُ فِي قَوْمِهِ ، فَإِنَّهُ فِي مَنَعَةٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ ، فَقُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ ، تَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَلا الْقُرْآنَ ، وَرَغَّبَ فِي الإِسْلامِ ، فَأَجَبْنَاهُ فِي الإِيمَانِ بِهِ وَالتَّصْدِيقِ لَهُ ، وَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ لِرَبِّكَ ثُمَّ لِنَفْسِكَ ، فَقَالَ : " إِنِّي أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ " ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ ، أَهْلُ الْحُرُوبِ ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ، فَعَرَضَ فِي الْحَدِيثِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ حِبَالا ، وَإِنَّا لَقَاطِعُوهَا ، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلِ الدَّمُ الدَّمُ ، وَالْهَدْمُ الْهَدْمُ ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي ، أُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ ، وَأُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ " ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا " ، فَأَخْرَجُوهُمْ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَكَانَ نَقِيبُ بَنِي سَلِمَةَ ، الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، وَكَانَ نَقِيبُ بَنِي سَاعِدَةَ ، سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي زُرَيْقٍ ، رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَنقيبَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ، تِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَثَلاثَةٌ مِنَ الأَوْسِ ، فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَضَرَبَ عَلَيْهَا ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ ، فَتَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايِعُوا ، وَصَرَخَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُبَاحِبِ ، هَلْ لَكُمْ فِي مُحَمَّدٍ وَالصُّبَاةِ مَعَهُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ارْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ " ، فَرَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا ، فَاضْطَجَعْنَا عَلَى فُرُشِنَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَقْبَلَتْ جُلَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَتًى شَابٌّ عَلَيْهِ نَعْلانِ لَهُ جَدِيدَانِ ، حَتَّى جَاءُونَا فِي رِحَالِنَا ، فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، قَدْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا لِتَسْتَخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ يَنْشَبَ الْحَرْبُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْكُمْ ، فَانْبَعَثَ مِنْ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ وَمَا فَعَلْنَاهُ ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَبِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ ، وَهُوَ صَامِتٌ ، وَأَنَا صَامِتٌ ، فَلَمَّا تَثَوَّرَ الْقَوْمُ لِيَنْطَلِقُوا قُلْتُ كَلِمَةً كَأَنِّي أَشْرِكُهُمْ فِي الْكَلامِ : يَا أَبَا جَابِرٍ ، أَنْتَ مِنْ سَادَتِنَا ، وَكَهْلٌ مِنْ كُهُولِنَا ، لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَّخِذَ مِثْلَ نَعْلِ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، فَسَمِعَهُ الْفَتَى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَرَمَى بِهِمَا إِلَيَّ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَتَلْبِسَنَّهُمَا ، فَقَالَ أَبُو جَابِرٍ : مَهْلا ، أَحْفَظْتَ لَعَمْرِ اللَّهِ الرَّجُلَ ، يَقُولُ أَخْجَلْتَهُ ، ارْدُدْ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ ، قُلْتُ : وَاللَّهِ لا أَرُدُّهُمَا ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَسْتَلِبَهُ " , حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَرَجَ مَعَنَا حَجَّاجُ قَوْمِنَا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ

ثقة

مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

أَبِي

ثقة

وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ

ثقة

عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ

الحافظ الثقة

Whoops, looks like something went wrong.