فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، أَمَا لَكَ مِنْ خَادِمٍ ؟ " ، قَالَ : لا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا لَنَا خَادِمٌ ، قَالَ : " فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ جَاءَنَا سَبْيٌ فَائْتِنَا نَخْدِمُكَ " ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلامَانِ ، أَوْ قَالَ : وَصِيفَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، اخْتَرْ مِنْهُمَا " ، أَوْ قَالَ : " تَخَايَرْ مِنْهُمَا " ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خِرْ لِي ، فَاحْتَاطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ، وَقَالَ : " الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، خُذْ هَذَا " ، فَلَمَّا وَلَّى بِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ ، قَالَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، أَحْسِنْ إِلَيْهِ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي " ، قَالَ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ ، وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لا يُطِيقُ ، فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى أَهْلِهِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا ، وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنَا خَادِمًا يَخْدِمُنَا وَيُعِينُنَا عَلَى ضَيْعَتِنَا ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لا يُطِيقُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، خَادِمٌ أَخْدَمَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُرِيدُ أَنْ تَحْرِمَنَاهُ ؟ ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلْغُلامِ : أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ مَعَنَا نُطْعِمْكَ مِمَّا نَأْكُلُ ، وَنُلْبِسْكَ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلا نُكَلِّفْكَ مِنَ الْعَمَلِ إِلا مَا تُطِيقُ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ .