حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زِبْرِيقٍ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ ، أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يُحَدِّثُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ ، قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَرَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةٌ بَاطِلَةٌ , يَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ , وَالْحِجَارَةُ لا تَضُرُّ ، وَلا تَنْفَعُ , فَلَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ الدِّينِ ؟ فَقَالَ : يَخْرُجُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ وَيَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا وَهُوَ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ , فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَاتَّبِعْهُ , فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ إِلا مَكَّةَ ، فَآتِيهَا فَأَسْأَلُ : هَلْ حَدَثَ فِيهَا أَمْرٌ ؟ فَيَقُولُونَ : لا ، فَأَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِي , وَأَهْلِي مِنَ الطَّرِيقِ غَيْرُ بَعِيدٍ , فَأَعْتَرِضُ الرُّكْبَانَ خَارِجِينَ مِنْ مَكَّةَ فَأَسْأَلُهُمْ : هَلْ حَدَثَ فِيهَا خَبَرٌ أَوْ أَمْرٌ ؟ فَيَقُولُونَ : لا , وَإِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الطَّرِيقِ إِذْ مَرَّ بِي رَاكِبٌ ، فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ مَكَّةَ ، حَدَثَ فِيهَا خَبَرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ , رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَدَعَا إِلَى غَيْرِهَا , قُلْتُ : صَاحِبِي الَّذِي أُرِيدُ , فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي , فَجِئْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزِلُ فِيهِ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ حِرَاصًا جُرَآءَ عَلَيْهِ ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , ثُمّ قُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : " نَبِيٌّ " , قُلْتُ : وَمَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ " , قُلْتُ : وَمَنْ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : " اللَّهُ " , قُلْتُ : بِمَاذَا أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : " أَنْ تُوصَلَ الأَرْحَامُ , وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ , وَتُؤَمَّنَ السُّبُلُ , وَتُكَسَّرَ الأَوْثَانُ ، وَيُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ تُشْرِكَ لَهُ بِهِ شَيْئًا " ، قُلْتُ : نِعْمَ ، مَا أَرْسَلَكَ بِهِ أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ ، وَصَدَّقْتُ قَوْلَكَ , أَفَأَمْكُثُ مَعَكَ ، أَمْ تَأْمُرُنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي ؟ قَالَ : " قَدْ تَرَى كَرَاهِيَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ ، فَامْكُثْ فِي أَهْلِكَ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِيَ قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا فَاتَّبِعْنِي " فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ , ثُمَّ قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي جِئْتَنِي بِمَكَّةَ ، فَقُلْتَ لِي كَذَا وَكَذَا ، وَقُلْتُ إِنِّي كَذَا وَكَذَا " فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لا يَكُونُ الدَّهْرَ أَفْرَغَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ لِلدُّعَاءِ ؟ فَقَالَ : " جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ , وَالصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ , فَإِذَا رَأَيْتَهَا خَرَجَتْ كَالْحَجَفَةِ ، فَاقْصُرْ عِنْدَهَا , فَإِنَّهَا تَخْرُجُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، فَتُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ , فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ ، أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ , فَإِذَا اسْتَوَى الرُّمْحُ بِالظِّلِّ فَاقْصُرْ عَنْهَا , فَإِنَّهَا تُسَحَّرُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ , فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءٌ فَصَلِّ ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِذَا رَأَيْتَهَا حَمْرَاءَ كَالْحَجَفَةِ فَاقْصُرْ عَنْهَا , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَتُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ , ثُمَّ أَخَذَ فِي الْوُضُوءِ ، فَقَالَ : " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا يَدَيْكَ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ ، وَتَمَضْمَضْتَ ، وَاسْتَنْثَرْتَ خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِكَ وَفِيكَ , فَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ ، وَأُذُنَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا رَأْسِكَ ، وَأُذُنَيْكَ مَعَ أَطْرَافِ شَعْرِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا رِجْلَيْكَ ، وَأَنَامِلِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَصَلَّيْتَ ، فَحَمِدْتُ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاتِكِ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الْخَطَايَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ | عمرو بن عبسة السلمي | صحابي |
أبا أمامة الباهلي | صدي بن عجلان الباهلي | صحابي |
وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ | عمرو بن عبد الله السيباني | مقبول |
أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ | ممطور الأسود الحبشي | ثقة يرسل |
يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ | يحيى بن أبي عمرو السيباني / ولد في :63 / توفي في :148 | ثقة يرسل عن الصحابة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ | إسماعيل بن عياش العنسي | صدوق في روايته عن أهل بلده وخلط في غيرهم |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ | إبراهيم بن العلاء الزبيدي | ثقة |
عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زِبْرِيقٍ | عمرو بن إسحاق الحمصي | صدوق حسن الحديث |