خبر الحطيئة ونسبه والسبب الذي من اجله هجا الزبرقان بن بدر


تفسير

رقم الحديث : 8

أَخْبَرَني أَخْبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنا الْخَرَّازُ ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ ، قَالَ : كَانَ أَبُو قَطِيفَةَ مِنْ شُعَرَاءِ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ مِمَّنْ نَفَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى الشَّامِ ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ : وَمَا أَحْرَجَتْنَا رَغْبَةٌ عَنْ بِلادِنَا وَلَكِنَّهُ مَا قَدَّرَ اللَّهُ كَائِنُ أَحِنُّ إِلَى تِلْكَ الْوُجُوهِ صَبَابَةً كَأَنِّي أَسِيرُ فِي السَّلاسِلِ رَاهِنُ وَكَانَ يَتَحَرَّقُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَتَى عَبَّادُ بْنُ زِيَادٍ ذَاتَ يَوْمٍ عَبْدَ الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ خَالَهُ أن الْعِرَاقَيْنِ قَدْ فُتِحَا ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَبِي قَطِيفَةَ لِمَا يَعْلَمُهُ مِنْ حُبِّهِ الْمَدِينَةَ : أَمَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُهُ عَبَّادٌ عَنْ خَالِهِ ؟ قَدْ طَابَتْ لَكَ الْمَدِينَةُ الآنَ ، فَقَالَ أَبُو قَطِيفَةَ : إِنِّي لأَحْمَقُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ إِنْ غَرَّنِي مِنْ حَيَاتِي خَالُ عَبَّادٌ أَنْشَا يَقُولُ لَنَا الْمِصْرَانِ قَدْ فُتِحَا وَدُونَ ذَلِكَ يَوْمُ شَرَهٍ بَادِي قَالَ : وَأَذِنَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي الرُّجُوعِ ، فَرَجِعَ ، فَمَاتَ فِي طَرِيقِهِ ، وَأَمَّا خَبَرُ الْقَصْرِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَبَيْعُهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ ، فَأَخْبَرَني الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ذَكَرَ مُصْعَبُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أن سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، " لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ فِي قَصْرِهِ هَذَا ، قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَمْرٌو : لَوْ نَزَلْتَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ قَوْمِي لَنْ يَضِنُّوا عَلَيَّ بِأَنْ يَحْمِلُونِي عَلَى رِقَابِهِمْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، وَإِذَا أَنَا مِتُّ ، فَآذِنْهُمْ ، فَإِذَا وَارَيْتَنِي ، فَانْطَلِقْ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَانْعَنِي لَهُ ، وَانْظُرْ فِي دِينِي ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَعْرِضُ عَلَيْكَ قَضَاءَهُ ، فَلا تَفْعَلْ ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ قَصْرِي هَذَا ، فَإِنِّي إِنَّمَا اتَّخَذْتُهُ نُزْهَةً ، وَلَيْسَ بِمَالٍ ، فَلَمَّا مَاتَ آذَنَ بِهِ النَّاسَ ، فَحَمَلُوهُ مِنْ قَصْرِهِ ، حَتَّى دُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، وَرَوَاحِلُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ مُنَاخَةٌ ، فَعَزَّاهُ النَّاسُ عَلَى قَبْرِهِ ، وَوَدَّعُوهُ ، فَكَانَ هُوَ أَوَّلَ مَنْ نَعَاهُ لِمُعَاوِيَةَ ، فَتَوَجَّعَ لَهُ ، وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَرَكَ دَيْنًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : كَمْ هُوَ ؟ قَالَ : ثَلاثُ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، قَالَ : هِيَ عَلَيَّ ، قَالَ : قَدْ ظَنَّ ذَلِكَ ، وَأَمَرَنِي أَلا أَقْبَلَهُ مِنْكَ ، وَأَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِهِ ، فَتَبْتَاعَهُ ، فَيَكُونَ قَضَاءُ دَيْنِهِ مِنْهُ ، قَالَ : فَاعْرِضْ عَلَيَّ ، قَالَ : قَصْرُهُ بِالْعَرْصَةِ ، قَالَ : قَدْ أَخَذْتُهُ بِدَيْنِهِ ، قَالَ : هُوَ لَكَ عَلَى أَنْ تَحْمِلَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَتَجْعَلَهَا بِالْوَافِيَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَحَمَلَهَا لَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَفَرَّقَهَا فِي غُرَمَائِهِ ، وَكَانَ أَكْثَرُهَا عِدَاتٍ ، فَأَتَاهُ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ بِصَكٍّ فِيهِ عِشْرُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ بِشَهَادَةِ سَعِيدٍ عَلَى نَفْسِهِ وَشَهَادَةِ مَوْلًى لَهُ عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَوْلَى ، فَأَقْرَأَهُ الصَّكَّ ، فَلَمَّا قَرَأَهُ بَكَى ، وَقَالَ : نَعَمْ هَذَا خَطُّهُ ، وَهَذِهِ شَهَادَتِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مِنْ أَيْنَ يَكُونُ لِهَذَا الْفَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ قَدِيمًا صُعْلُوكٌ مِنْ صَعَالِيكِ قُرَيْشٍ ، قَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْهُ : مَرَّ سَعِيدٌ بَعْدَ عَزْلِهِ ، فَاعْتَرَضَ لَهُ هَذَا الْفَتَى ، وَمَشَى مَعَهُ حَتَّى صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَوَقَفَ لَهُ سَعِيدٌ ، فَقَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ قَالَ : لا ، إِلا أَنِّي رَأَيْتُكَ تَمْشِي وَحْدَكَ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ جَنَاحَكَ ، فَقَالَ لِي : ائْتِنِي بِصَحِيفَةٍ ، فَأَتَيْتُهُ بِهَذِهِ ، فَكَتَبَ لَهُ عَلَى نَفْسِهِ هَذَا الدَّيْنَ ، وَقَالَ : إِنَّكَ لَمْ تُصَادِفْ عِنْدَنَا شَيْئًا ، فَخُذْ هَذَا ، فَإِذَا جَاءَنَا شَيْءٌ فَأْتِنَا ، فَقَالَ عَمْرٌو : لا جَرَمَ ، وَاللَّهِ لا يَأْخُذُهَا إِلا بِالْوَافِيَةِ ، أَعْطِهِ إِيَّاهَا ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَافِيَةً " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.