ذكر النابغة الجعدي ونسبه واخباره والسبب الذي من اجله قيل هذا الشعر


تفسير

رقم الحديث : 91

حدثنا مُحَمَّدٌ ، قال : حدثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قال : حدثنا غَمَامَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ ، قال : حدثنا مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْيَرْبُوعِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبُ ، قال : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ حَاجِبُهُ ، فَقال : هَذَا أَبُو خَالِدٍ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، قال : ايْذَنْ لَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، قال : مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ، ادْنُ ، فَحَالَ لَهُ مَرْوَانُ عَنْ صَدْرِ الْمَجْلِسُ حَتَّى كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوِسَادَةِ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُ مَرْوَانُ فَقال : حدثنا حَدِيثَ بَدْرٍ ، قال : " خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا نَزَلْنَا الْجُحْفَةَ رَجَعَتْ قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ بِأَسْرِهَا ، فَلَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْ مُشْرِكِيهِمْ بَدْرًا ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى نَزَلْنَا الْعُدْوَةَ الَّتِي قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَجِئْتُ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ فَقُلْتُ : يَا أَبَا الْوَلِيدِ ، هَلْ لَكَ أَنْ تَذْهَبَ بِشَرَفِ هَذَا الْيَوْمِ مَا بَقِيتَ ؟ قال : أَفْعَلُ مَاذَا ؟ قال : قُلْتُ : إِنَّكُمْ لا تَطْلُبُونَ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلا دَمَ وَاحِدٍ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَهُوَ حَلِيفُكَ ، فَتَحْمِلُ دِيَتَهُ فَيَرْجِعُ النَّاسُ . قال : أَنْتَ وَذَاكَ ، وَأَنَا أَتَحَمَّلُ دِيَتَهُ ، فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ فَقُلْ لَهُ : هَلْ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ الْيَوْمَ بِمَنْ مَعَكَ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ ؟ فَجِئْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ وَرَائِهِ ، فَإِذَا ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ : قَدْ فَسَخْتُ عَقْدِي مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَعَقْدِي إِلَى بَنِي مَخْزُومٍ . فَقُلْتُ لَهُ : يَقُولُ لَكَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : هَلْ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ الْيَوْمَ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ بِمَنْ مَعَكَ ؟ قال : أَمَا وَجَدَ رَسُولا غَيْرَكَ . قُلْتُ : لا ، وَلَمْ أَكُنْ لأَكُونَ رَسُولا لِغَيْرِهِ ، قال حَكِيمٌ : فَخَرَجَ مُبَادِرًا إِلَى عُتْبَةَ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ لِئَلا يَفُوتَنِي مِنَ الْخَبَرِ شَيْءٌ ، وَعُتْبَةُ يَتَّكِئُ عَلَى إِيمَاءِ بْنِ رَحْضَةَ الْغِفَارِيِّ ، وَقَدْ أَهْدَى إِلَى الْمُشْرِكِينَ عَشْرَ جَزَائِرَ ، فَطَلُعَ أَبُو جَهْلٍ وَالشَّرُّ فِي وَجْهِهِ فَقال لِعُتْبَةَ : انْتَفَخَ سِحْرُكَ . فَقال عُتْبَةُ : فَسَتَعْلَمُ . فَسَلَّ أَبُو جَهْلٍ سَيْفَهُ فَضَرَبَ بِهِ مَتْنَ فَرَسِهِ ، فَقال إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ : بِئْسَ الْمُقَامُ هَذَا ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَتِ الْحَرْبُ ، رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ : ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ خَطِيبًا ، فَقال : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، وَاللَّهِ مَا تَصْنَعُونَ بِأَنْ تَلْقَوْا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ شَيْئًا ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَصَبْتُمُوهُ لا يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ رَجُلٍ يَكْرَهُ النَّظَرَ إِلَيْهِ ، رَجُلٍ قَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ ، أَوِ ابْنَ خَالِهِ ، أَوْ رَجُلا مِنْ عَشِيرَتِهِ ، فَارْجِعُوا وَخَلَّوْا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَبَيْنَ سَائِرِ الْعَرَبِ ، فَإِنْ أَصَابُوهُ فَذَلِكَ الَّذِي أَرَدْتُمْ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ أَلْفَاكُمْ وَلَمْ تَعْدِمُوا مِنْهُ مَا تُرِيدُونَ . قال حَكِيمٌ : فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ أَبَا جَهْلٍ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ نَثَلَ دِرْعًا لَهُ مِنْ جِرَابِهَا وَهُوَ يُهَيِّئُهَا فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا الْحَكَمِ ، إِنَّ عُتْبَةَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِكَذَا وَكَذَا الَّذِي قال ، فَقال : انْتَفَخَ وَاللَّهِ سَحْرُهُ حِينَ رَأَى مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ . كَلا وَاللَّهِ لا مَرْجِعَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ ، وَمَا بِعُتْبَةَ مَا قال ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَأَى أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ أَكَلَةَ جَزُورٍ ، وَفِيهِمِ ابْنُهُ قَدْ تَخَوَّفَكُمْ عَلَيْهِ . ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَامِرِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَقال لَهُ : هَذَا حَلِيفُكَ يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ بِالنَّاسِ ، وَقَدْ رَأَيْتَ ثَأْرَكَ بِعَيْنِكَ ، فَقُمْ فَانْشِدْ خَفَرَتَكَ وَمَقْتَلَ أَخِيكَ ، فَقَامَ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فَاكْتَشَفَ ثُمَّ صَرَخَ : وَاعُمَرَاهُ ، وَاعُمَرَاهُ ، فَحَمِيَتِ الْحَرْبُ ، وَحَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ ، وَاسْتَوْسَقُوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ ، وَأَفْسَدَ عَلَى النَّاسِ الرَّأْيَ الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَيْهِ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَلَمَّا بَلَغَ عُتْبَةَ قَوْلُ أَبِي جَهْلٍ انْتَفَخَ سَحْرُهُ ، قال : سَيَعْلَمُ مُصَفَّرُ الاسْتِ مَنِ انْتَفَخَ سَحْرُهُ : أَنَا أَمْ هُوَ ؟ ثُمَّ الْتَمَسَ عُتْبَةُ بَيْضَةً لِيُدْخِلَهَا فِي رَأْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِي الْجَيْشِ بَيْضَةً تَسَعُهُ مِنْ عِظَمِ هَامَتِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اعْتَجَرَ عَلَى رَأْسِهِ بِبُرْدٍ لَهُ . وَقَدْ خَرَجَ الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ ، وَكَانَ رَجُلا شَرِسًا سَيِّئَ الْخُلُقِ فَقال : أُعَاهِدُ اللَّهَ لأَشْرَبَنَّ مِنْ حَوْضِهِمْ أَوْ لأَهْدِمَنَّهُ أَوْ لأَمُوتَنَّ دُونَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ وَخَرَجَ لَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَمَّا الْتَقَيَا ضَرَبَهُ حَمْزَةُ فَأَبَانَ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ وَهُوَ دُونَ الْحَوْضِ ، فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ تَشْخُبُ رِجْلُهُ دَمًا نَحْوَ أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ حَبَا إِلَى الْحَوْضِ حَتَّى اقْتَحَمَ فِيهِ يُرِيدُ أَنْ يَبَرَّ يَمِينَهُ ، وَأَتْبَعَهُ حَمْزَةُ فَضَرَبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْحَوْضِ ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بَيْنَ أَخِيهِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَابْنِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ حَتَّى إِذَا نَصَلَ مِنَ الصَّفِّ دَعَا إِلَى الْمُبَارَزَةِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ : وَهُمْ عَوْفٌ وَمُعَوِّذٌ ابْنَا الْحَارِثِ ، وَأُمُّهُمَا عَفْرَاءُ ، وَرَجُلٌ آخَرُ يُقال : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَالُوا : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالُوا : مَا لَنَا بِكُمْ حَاجَةٌ ، ثُمَّ نَادَى مُنَادِيهِمْ : يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ إِلَيْنَا أَكْفَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا ، فَقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُمْ يَا حَمْزَةُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ ، قُمْ يَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " ، فَلَمَّا قَامُوا وَدَنَوْا مِنْهُمْ قَالُوا : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَقال عُبَيْدَةُ : عُبَيْدَةُ ، وَقال حَمْزَةُ : حَمْزَةُ ، وَقال عَلِيٌّ : عَلِيٌّ ، قَالُوا : نَعَمْ . أَكْفَاءٌ كِرَامٌ ، فَبَارَزَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَكَانَ أَسَنَّ الْقَوْمِ ، عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَبَارَزَ حَمْزَةُ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَبَارَزَ عَلِيٌّ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ ، فَأَمَّا حَمْزَةُ فَلَمْ يُمْهِلْ شَيْبَةَ أَنْ قَتَلَهُ ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يُمْهِلِ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ أَنْ قَتَلَهُ ، وَاخْتَلَفَ عُبَيْدَةُ وَعُتْبَةُ بَيْنَهُمَا بِضَرْبَتَيْنِ كِلاهُمَا أَثْبَتَ صَاحِبَهُ ، فَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى عُتْبَةَ بِأَسْيَافِهِمَا فَذَفَفَا عَلَيْهِ فَقَتَلاهُ وَاحْتَمَلا صَاحِبَهُمَا عُبَيْدَةُ ، فَجَاءَا بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَقَدْ قُطِعَتْ رِجْلُهُ وَمُخُّهُ يَسِيلُ ، فَلَمَّا أَتَوْا بِعُبَيْدَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قال : أَلَسْتُ شَهِيدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قال : بَلَى ، فَقال عُبَيْدَةُ : لَوْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا لَعَلِمَ أَنِّي بِمَا قال أَحَقُّ مِنْهُ حَيْثُ يَقُولُ : وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ وَنُذْهَلُ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلائِلِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.