نَسَخْتُ مِنْ كِتَابِ أَبِي سَعِيدٍ السُّكَّرِيِّ بِخَطِّهِ ، أَخْبَرَنَا نَسَخْتُ مِنْ كِتَابِ أَبِي سَعِيدٍ السُّكَّرِيِّ بِخَطِّهِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ : خَرَجَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ فِي رَكْبٍ مِنْ قَوْمِهِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ حَتَّى نَزَلُوا بِأَرْضٍ مِنَ الأُرْدُنِّ يُقَالُ لَهَا حَفِيرُ ، وَحَاضِرَتُهَا بَنُو الْقَيْنِ . فَأَهْدَتْ لَهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْقَيْنِ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى هَدِيَّةً . فَبَيْنَا الْقَوْمُ يَتَحَدَّثُونَ وَيَذْكُرُونَ الشُّعَرَاءَ ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ : يَا نُعْمَانُ هَلْ قُلْتَ شِعْرٍا ؟ قَالَ : لا . وَاللَّهِ مَا قُلْتُ . فَقَالَ شَيْخٌ مِنَ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ يُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بْنُ سِمَاكٍ : لَمْ تَقُلْ شِعْرًا قَطُّ . قَالَ : لا . قَالَ : فَأُقْسِمُ عَلَيْكَ لَتُرْبَطَنَّ إِلَى هَذِهِ السَّرْحَةِ ، فَلا تُفَارِقَهَا حَتَّى يَرْتَحِلَ الْقَوْمُ ، أَوْ تَقُولَ شِعْرًا . فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ قَالَهُ : يَا خَلِيلَيَّ وَدِّعَا دَارَ لَيْلَى لَيْسَ مِثْلِي يَحِلُّ دَارَ الْهَوَانِ إِنَّ قَيْنِيَّةً تُحِلُّ مُحِبًّا وَحَفِيرًا فَجَنْبَتَيْ تَرْفِلانِ لا تُؤَاتِيكَ فِي الْمَغِيبِ إِذَا مَا حَالَ مِنْ دُونِهَا فُرُوعٌ قِنَانِ إِنَّ لَيْلَى وَلَوْ كَلِفْتَ بِلَيْلَى عَاقَهَا عَنْكَ عَائِقٌ غَيْرَوَانِ قَالَ وَضَرَبَ الدَّهْرُ عَلَى ذَلِكَ ، وَأَتَى عَلَيْهِ زَمَنٌ طَوِيلٌ ، ثُمَّ إِنَّ لَيْلَى الْقَيْنِيَّةَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى حِمْصٍ ، فَلَمَّا رَآهَا عَرَفَهَا ، فَأَنْشَأَ ، يَقُولُ : أَلا اسْتَأْذَنَتْ لَيْلَى فَقُلْنَا لَهَا لُجِّي وَمَا لَكِ أَلا تَدْخُلِي بِسَلامِ فَإِنَّ أُنَاسًا زُرْتُهُمْ ثُمَّ حَرَّمُوا عَلَيْكِ دُخُولَ الْبَيْتِ غَيْرُ كِرَامِ وَأَحْسَنَ صِلَتَهَا ، وَرَفَدَهَا طُولَ مَقَامِهَا إِلَى أَنْ رَحَلَتْ عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |