ذكر متمم واخباره وخبر مالك ومقتله واستطراد بقصه جذيمة والزباء


تفسير

رقم الحديث : 290

قَالَ قَالَ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ شَجَرَةَ الْعُقْفَانِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ الْمَثْعَبَةِ الرِّيَاحِيِّ ، قَالَ : قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبِطَاحَ فَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِ أَحَدًا ، وَوَجَدَ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ قَدْ فَرَّقَهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنِ الاجْتِمَاعِ ، فَبَعَثَ السَّرَايَا وَأَمَرَهُمْ بِدَاعِيَةِ الإِسْلامِ ، فَمَنْ أَجَابَ فَسَالَمُوهُ وَمَنْ لَمْ يُجِبْ وَامْتَنَعَ فَاقْتُلُوهُ . وَكَانَ فِيمَا أَوْصَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ : إِذَا نَزَلْتُمْ مَنْزِلا فَأَذِّنُوا وَأَقِيمُوا ، فَإِنْ أَذَّنَ الْقَوْمُ وَأَقَامُوا فَكُفُّوا عَنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَلا شَيْءَ ، إِلا الْغَارَةَ ، ثُمَّ اقْتُلُوهُمْ كُلَّ قِتْلَةٍ ، الْحَرْقَ فَمَا سِوَاهُ . فَإِنْ أَجَابُوكُمْ إِلَى دَاعِيَةِ الإِسْلامِ فَسَائِلُوهُمْ ، فَإِنْ هُمْ أَقَرُّوا بِالزَّكَاةِ قَبِلْتُمْ مِنْهُمْ ، وَإِلا فَلا شَيْءَ إِلا الْغَارَةَ وَلا كَلِمَةَ . فَجَاءَتْهُ الْخَيْلُ بِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ فِي نَفَرٍ مَعَهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ ، وَمِنْ بَنِي عَاصِمٍ ، وَعُبَيْدٍ ، وَعَرِينٍ ، وَجَعْفَرٍ ، وَاخْتَلَفَتِ السَّرِيَّةُ فِيهِمْ ، وَفِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ . وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ أَنَّهُمْ قَدْ أَذَّنُوا وَأَقَامُوا وَصَلَّوْا . فَلَمَّا اخْتَلَفُوا فِيهِمْ أَمَرَ بِحَبْسِهِمْ ، فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ لا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بَرْدًا ، فَأَمَرَ خَالِدٌ مُنَادِيًا فَنَادَى : دَافِّئُوا أَسْرَاكُمْ . وَكَانَ فِي لُغَةِ كِنَانَةَ إِذَا قَالُوا : دَافَأْنَا الرَّجُلَ وَأَدْفِئُوهُ ، فَذَلِكَ مَعْنَى اقْتُلُوهُ مِنَ الدِّفْءِ . فَظَنَّ الْقَوْمُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْقَتْلَ فَقَتَلُوهُمْ ، فَقَتَلَ ضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ مَالِكًا ، فَسَمِعَ خَالِدٌ الْوَاعِيَةَ ، فَخَرَجَ وَقَدْ فَرَغُوا مِنْهُمْ فَقَالَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا أَصَابَهُ . وَقَدِ اخْتَلَفَ الْقَوْمُ فِيهِمْ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : هَذَا عَمَلُكَ ، فَزَبَرَهُ خَالِدٌ فَغَضِبَ وَمَضَى حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى كَلَّمَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ ، فَلَمْ يَرْضَ إِلا بِأَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ . وَقَد كَانَ تَزَوَّجَ خَالِدٌ أُمَّ تَمِيمٍ بِنْتَ الْمِنْهَالِ وَتَرَكَهَا لِيَنْقَضِيَ طُهْرُهَا ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَكْرَهُ النِّسَاءَ فِي الْحَرْبِ وَتُعَايِرُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : إِنَّ فِي سَيْفِ خَالِدٍ رَهَقًا ، وَحُقَّ عَلَيْهِ أَنْ تُقِيدَهُ . وَأَكْثَرَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يُقِيدُ مِنْ عُمَّالِهِ وَلا مِنْ وَزَعَتِهِ ، فَقَالَ : فِيهِ يَا عُمَرُ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ . فَارْفَعْ لِسَانَكَ عَنْ خَالِدٍ ، وَوَدَى مَالِكًا ، وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ ، فَفَعَلَ وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ فَعَذَّرَهُ ، وَقَبِلَ مِنْهُ ، وَعَنَّفَهُ بِالتَّزْوِيجِ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تَعِيبُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ . فَذَكَرَ سَيْفٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : شَهِدَ قَوْمٌ مِنَ السَّرِيَّةِ أَنَّهُمْ أَذَّنُوا وَأَقَامُوا وَصَلَّوْا ، وَشَهِدَ آخَرُونَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَقُتِلُوا . وَقَدِمَ أَخُوهُ مُتَمِّمٌ يُنْشِدُ أَبَا بَكْرٍ دَمَهُ وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ فِي سَبْيِهِمْ ، فَكَتَبَ لَهُ بِرَدِّ السَّبْيِ ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ عُمَرُ فِي خَالِدٍ أَنْ يَعْزِلَهُ ، وَقَالَ : إِنَّ فِي سَيْفِهِ لَرَهَقًا ، فَقَالَ لَهُ : لا يَا عُمَرُ ، لَمْ أَكُنْ لأَشِيمَ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكَافِرِينَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.