أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَعْنَبُ بْنُ الْمُحْرِزِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ وَعَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ وَقَدْ تَنَازَعَا فِي شَيْءٍ ، فَقَالَ عَمْرٌو لِلأَشْعَثِ : نَحْنُ قَتَلْنَا أَبَاكَ وَنِكْنَا أُمَّكَ فَقَالَ سَعْدٌ : قُومَا أُفٌّ لَكُمَا . فَقَالَ الأَشْعَثُ لِعَمْرٍو : وَاللَّهِ لأَضْرِطَنَّكَ . فَقَالَ : كَلا إِنَّهَا عَزُوزٌ مُوثَقَةٌ . قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ : فَأَخَذْتُ بِيَدِ الأَشْعَثِ فَنَتَرْتُهُ فَوَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِ عَمْرٍو فَجَذَبْتُهُ فَمَا تَحَلْحَلَ وَاللَّهِ ، لَكَأَنَّمَا حَرَّكْتُ أُسْطُوَانَةَ الْقَصْرِ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ وَالأَجْلَحُ بْنُ وَقَّاصٍ الْفَهْمِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَيَاهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَالٌ يُوزَنُ فَقَالَ : مَتَى قَدِمْتُمَا ؟ قَالا : يَوْمَ الْخَمِيسِ . قَالَ : فَمَا حَبَسَكُمَا ؟ قَالا : شُغِلْنَا بِالْمَنْزِلِ يَوْمَ قَدِمْنَا ، ثُمَّ كَانَتِ الْجُمُعَةُ ، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْكَ الْيَوْمَ . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وَزْنِ الْمَالِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ : هِيهِ . فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا الأَجْلَحُ بْنُ وَقَّاصٍ شَدِيدُ الْمِرَّةِ ، بَعِيدُ الْفَرَّةِ ، وَشِيكُ الْكَرَّةِ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ مِنَ الرِّجَالِ صَارِعًا وَمَصْرُوعًا ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّهُ لا يَمُوتُ . فَقَالَ عُمَرُ لِلأَجْلَحِ بْنِ وَقَّاصٍ ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ : هِيهِ قَالَ : وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، النَّاسُ صَالِحُونَ كَثِيرٌ نَسْلُهُمْ ، دَارَةٌ أَرْزَاقُهُمْ ، خَصْبٌ نَبَاتُهُمْ ، أَجْرِيَاءُ عَلَى عَدُوِّهِمْ ، جُبَّانٌ هَدُوهُمْ عَنْهُمْ ، صَالِحُونَ بِصَلاحِ إِمَامِهِمْ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكَ إِلا مَنْ تَقَدَّمَكَ ، فَنَسْتَمْتِعُ اللَّهَ بِكَ . فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي صَاحِبِكَ مِثْلَ الَّذِي قَالَ فِيكَ ؟ قَالَ : مَنَعَنِي مَا رَأَيْتُ فِي وَجْهِكَ . قَالَ : قَدْ أَصَبْتَ ، أَمَا لَوْ قُلْتَ لَهُ مِثْلَ الَّذِي لَكَ لأَوْجَعْتُكُمَا عُقُوبَةً ، فَإِنْ تَرَكْتُكَ لِنَفْسِكَ فَسَوْفَ أَتْرُكُهُ لَكَ ، وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ لَوْ سَلِمَتْ لَكُمْ حَالُكُمْ هَذِهِ أَبَدًا ، أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكَ يَوْمٌ تَعُضُّهُ وَيَنْهَشُكَ ، وَتَهِرُّهُ وَيَنْبَحُكَ ، وَلَسْتَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَلَيْسَ لَكَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِعَهْدِكُمْ فَمَا أَقْرَبُهُ مِنْكُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |