أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَفْصٍ النَّسَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ ، عن أَبِي صَالِحٍ ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ إِيَادٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا فَعَلَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ ؟ " قَالُوا : مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بِسُوقِ عُكَاظَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَوْرَقَ ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ عَلَيْهِ حَلاوَةٌ مَا أَجِدُنِي أَحْفَظُهُ " . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا أَحْفَظُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " كَيْفَ سَمِعْتَهُ يَقُولُ ؟ " قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَعُوا ، مَنْ عَاشَ مَاتَ ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ ، لَيْلٌ دَاجٍ ، وَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ ، بِحَارٌ تَزْخَرُ ، وَنُجُومٌ تُزْهِرُ ، وَضَوْءٌ وَظَلامٌ ، وَبِرٌّ وَآثَامٌ ، وَمَطْعَمٌ وَمَشْرَبٌ ، وَمَلْبَسٌ وَمَرْكَبٌ . مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ ، وَلا يَرْجِعُونَ ، أَرَضُوا بِالْمَقَامِ ، فَأَقَامُوا ، أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا . وَإِلَهِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ دِينٌ أَفْضَلُ مِنْ دِينٍ قَدْ أَظَلَّكُمْ زَمَانُهُ ، وَأَدْرَكَكُمْ أَوَانُهُ ، فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَهُ ، فَاتَّبَعَهُ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ خَالَفَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : فِي الذَّاهِبِيِّنَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا يَمْضِي الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ أَيْقَنْتُ أَنِّي لا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ قُسًّا ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُبْعَثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ " . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ قُسٍّ عَجَبًا ، قَالَ : " وَمَا رَأَيْتَ ؟ " قَالَ : بَيْنَا أَنَا بِجَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَمْعَانُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، إِذْ أَنَا بِقُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ عِنْدَ عَيْنِ مَاءٍ ، وَعِنْدَهُ سِبَاعٌ ، كُلَّمَا زَأَرَ سَبُعٌ مِنْهَا عَلَى صَاحِبِهِ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : كُفَّ حَتَّى يَشْرَبَ الَّذِي وَرَدَ قَبْلَكَ . قَالَ : فَفَرَقْتُ ، فَقَالَ : لا تَخَفْ . وَإِذَا أَنَا بِقَبْرَيْنِ بَيْنَهُمَا مَسْجِدٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَانِ الْقَبْرَانِ ؟ قَالَ : هَذَانِ قَبْرَا أَخَوَيْنِ كَانَا لِي فَمَاتَا ، فَاتَّخَذْتُ بَيْنَهُمَا مَسْجِدًا أَعْبُدُ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ فِيهِ حَتَّى أَلْحَقَ بِهِمَا ، ثُمَّ ذَكَرَ أَيَّامَهُمَا ، فَبَكَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : خَلِيلَيَّ هُبَّا طَالَمَا قَدْ رَقَدْتُمَا أَجِدُكُمَا لا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا أَلَمْ تَعْلَمَا أَنِّي بِسَمْعَانَ مُفْرَدٌ وَمَا لِيَ فِيهِ مِنْ حَبِيبٍ سِوَاكُمَا أُقِيمُ عَلَى قَبْرَيْكُمَا لَسْتُ بَارِحًا طُوَالَ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبُ صَدَاكُمَا كَأَنَّكُمَا وَالْمَوْتُ أَقْرَبُ غَايَةً بِجِسْمِيَ فِي قَبْرَيْكُمَا قَدْ أَتَاكُمَا فَلَوْ جُعِلَتْ نَفْسٌ لِنَفْسٍ وِقَايَةً لَجُدْتُ بِنَفْسِي أَنْ تَكُونَ فِدَاكُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ قُسًّا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِي صَالِحٍ | باذام الكوفي | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ | حماد بن السائب الكلبي / توفي في :146 | متهم بالكذب |
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | الحسن بن عبيد الله النخعي | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ | عبد الله بن محمد البراد / توفي في :250 | مجهول الحال |
أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ | صالح بن عمران الدعاء | صدوق حسن الحديث |