أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ الشِّيعِيُّ ، وَحَبِيبُ بْنُ نَصْرٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ الْعَلاءِ الرِّيَاحِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : رَكِبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَهِيَ بِدَيْرٍ هِنْدٌ مُتَنَصِّرَةٌ عَمْيَاءُ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً ، فَقَالَتْ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ . قَالَتْ : أَنْتَ عَامِلُ هَذِهِ الْمَدَرَةِ ؟ تَعْنِي الْكُوفَةَ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَتْ : فَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : جِئْتُكِ خَاطِبًا إِلَيْكِ نَفْسَكِ . قَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ جِئْتَ تَبْغِي جَمَالا أَوْ دِينًا أَوْ حَسَبًا لَزَوَّجْنَاكَ ، وَلَكِنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَجْلِسَ فِي مَوْسِمٍ مِنْ مَوَاسِمِ الْعَرَبِ ، فَتَقُولُ : تَزَوَّجْتُ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَهَذَا وَالصَّلِيبُ أَمْرٌ لا يَكُونُ أَبَدًا ، أَوَ مَا يَكْفِيكَ فَخْرًا أَنْ تَكُونَ فِي مُلْكِ النُّعْمَانِ وَبِلادِهِ ، تُدَبِّرْهُمَا كَمَا تُرِيدُ وَبَكَتْ . فَقَالَ لَهَا : أَيُّ الْعَرَبِ كَانَ أَحَبُّ إِلَى أَبِيكِ ؟ قَالَتْ : رَبِيعَةُ . قَالَ : فَأَيْنَ كَانَ يَجْعَلُ قَيْسًا ؟ قَالَتْ : مَا كَانَ يَسْتَعْتَبُهُمْ مِنْ طَاعَةٍ . قَالَ : فَأَيْنَ كَانَ يَجْعَلُ ثَقِيفًا ؟ قَالَتْ : رُوَيْدًا لا تَعْجَل بَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسَةً فِي خِدْرٍ لِي إِلَى جَنْبِ أَبِي إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلانِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ هَوَازِنَ ، وَالآخَرُ مِنْ بَنِي مَازِنٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ : إِنَّ ثَقِيفًا مِنَّا ، فَأَنْشَأَ أَبِي ، يَقُولُ : إِنَّ ثَقِيفًا لَمْ يَكُنْ هَوَازِنَا وَلَمْ يُنَاسِبْ عَامِرًا وَمَازِنَا إِلا قَرِيبًا فَانْشُرِ الْمَحَاسِنَا فَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَدْرَكْتُ مَا مَنَّيْتُ نَفْسِي خَالِيَا لِلَّهِ دَرُّكِ يَابْنَةَ النُّعْمَانِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |