خبر لبيد في مرثية اخيه


تفسير

رقم الحديث : 389

قَالَ : وَحَدَّثَنِي قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ ، فَلَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَالْحُسَيْنُ مُغْضَبٌ ، فَذَكَرَ الْحُسَيْنُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ ظَلَمَهُ فِي حَقٍّ لَهُ ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ : أُخَيِّرُهُ فِي ثَلاثِ خِصَالٍ ، وَالرَّابِعَةُ الصَّيْلَمُ ، أَنْ يَجْعَلَكَ أَوِ ابْنَ عُمَرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، أَوْ يُقِرَّ بِحَقِّي ، ثُمَّ يَسَأَلَنِي فَأَهِبَهُ لَهُ ، أَوْ يَشْتِرِيَهُ مِنِّي ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَهْتِفَنَّ بِحِلْفِ الْفُضُولِ . قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ هَتَفْتَ بِهِ وَأَنَا قَاعِدٌ لأَقُومَنَّ ، أَوْ قَائِمٌ لأَمْشِيَنَّ ، أَوْ مَاشٍ لأَشَتْدَنَّ ، حَتَّى تَفْنَى رُوحِي مَعَ رُوحِكَ أَوْ يُنْصِفُكَ . قَالَ : ثُمَّ ذَهَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : لَقِيَنِي الْحُسَيْنُ فَخَيَّرَكَ فِي ثَلاثِ خِصَالٍ ، وَالرَّابِعَةُ الصَّيْلَمُ . قَالَ مُعَاوِيَةُ : لا حَاجَةَ لَنَا بِالصَّيْلَمِ ، إِنَّكَ لَقِيتُهُ مُغْضَبًا ، فَهَاتِ الثَّلاثَ ، قَالَ : تَجْعَلُنِي أَوِ ابْنَ عُمَرَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ، قَالَ : فَقَدْ جَعَلْتُكَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَوِ ابْنَ عُمَرَ أَوْ جَعَلْتُكُمَا ، قَالَ : أَوْ تُقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ وَتَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ، قَالَ : أَنَا أُقِرُّ لَهُ بِحَقِّهِ وَأَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ، قَالَ : أَوْ تَشْتِرِيهِ مِنْهُ ، قَالَ : وَأَنَا أَشْتَرِيهِ مِنْهُ ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الرَّابِعَةِ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ كَمَا قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنْ دَعَانِي إِلَى حِلْفِ الْفُضُولِ لأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لا حَاجَةَ لَنَا بِهَذَا . قَالَ : وَبَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالا لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ وِعِنْدَهُ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَكُنَّا فِي حِلْفِ الْفُضُولِ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فَكَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ ثُمَالَةَ فَبَاعَ سِلْعَةً لَهُ مِنْ أُبَيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ ، فَظَلَمَهُ ، وَكَانَ يُسِيءُ الْمُخَالَطَةَ ، فَأَتَى الثُّمَالِيُّ إِلَى أَهْلِ حِلْفِ الْفُضُولِ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالُوا : اذْهَبْ فَأَخْبِرْهُ أَنَّكَ أَتَيْتَنَا ، فَإِنْ أَعْطَاكَ حَقَّكَ وَإِلا فَارْجِعْ إِلَيْنَا ، فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ أَهْلُ حِلْفِ الْفُضُولِ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ مَالَهُ ، وَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ بِعَيْنِهِ ، وَقَالَ : أَيَأْخُذُنِي فِي بَطْنِ مَكَّةَ ظَالِمًا أُبَيٌّ وَلا قَوْمِي لَدَيَّ وَلا صَحْبِي وَنَادَيْتُ قَوْمِيَ صَارِخًا لِيُجِيبَنِي وَكَمْ دُونَ قَوْمِي مِنْ فَيَافٍ وَمِنْ سُهْبِ وَيَأْبَى لَكُمْ حِلْفُ الْفُضُولِ ظُلامَتِي بَنِي جُمَحٍ وَالْحَقُّ يُؤْخَذُ بِالْغَصْبِ وَقَدْ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ المْنُذِرِ الْحِزَامِيُّ فِي أَمْرِ حِلْفِ الْفُضُولِ غَيْرَ مَا رَوَاهُ الزُّبَيْرُ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، قَالَ : قَدِمَ أَبُو الطَّمَحَانِ الْقَيْنِيُّ الشَّاعِرُ ، وَاسْمُهُ حَنْظَلَةُ بْنُ الشَّرْقِيِّ ، فَاسْتَجَارَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ التَّيْمِيَّ وَمَعَهُ مَالٌ لَهُ مِنَ الإِبِلِ ، فَعَدَا عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ فَانْتَحَرُوا ثَلاثَةً مِنْ إِبِلِهِ وَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَأَتَاهُمْ بِمِثْلِهَا ، فَقَالَ : أَنْتُمْ لَهَا وَلأَكْثَرَ مِنْهَا أَهْلٌ ، فَأَخَذُوهَا فَانْتَحَرُوهَا ، ثُمَّ أَمْسَكُوا عَنْهُ زَمَانًا ، ثُمَّ جَلَسُوا عَلَى شَرَابٍ لَهُمْ ، فَلَمَّا انْتَشَوْا غَدَوْا عَلَى إِبِلِهِ فَاسْتَاقُوهَا كُلَّهَا ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ يَسْتَصْرِخُهُ ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ وَلا فِي قَوْمِهِ قُوَّةٌ بِبَنِي سَهْمٍ ، فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ وَلَمْ يَنْصُرْهُ ، فَقَالَ أَبُو الطَّمَحَانِ : أَلا حَنَّتِ الْمِرْقَالُ وَاشْتَاقَ رَبُّهَا تُذَكِّرُ أَرْمَامًا وَأَذْكُرُ مَعْشَرِي وَلَوْ عَلِمَتْ صَرْفَ الْبُيُوعِ لَسَرَّهَا بِمَكَّةَ أَنْ تَبْتَاعَ حِمْضًا بِإِذْخِرِ أَجَدَّ بَنِي الشَّرْقِيِّ أَنَّ أَخَاهُمُ مَتَى يَعْتَلِقُ جَارًا وَإِنْ عَزَّ يَغْدِرِ إِذَا قُلْتَ وَافٍ أَدْرَكَتْهُ دُرُوكُهُ فَيَا مُوزِعَ الْجِيرَانِ بَالِغَيِّ أَقْصَرِ ثُمَّ ارْتَحَلَ عَنْهُمْ . وَوَفَدَ لَمِيسُ بْنُ سَعْدٍ الْبَارِقِيُّ مَكَّةَ ، فَاشْتَرَىَ مِنْهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ سِلْعَةً ، فَظَلَمَهُ إِيَّاهَا ، فَمَشَى فِي قُرَيْشٍ فَلَمْ يُجِرْهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ : أَيَظْلِمُنُي مَالِي أُبَيٌّ سَفَاهَةً وَبَغْيًا وَلا قَوْمِي لَدَيَّ وَلا صَحْبِي وَنَادَيْتُ قَوْمِي بَارِقًا لِتُجِيبَنِي وَكَمْ دُونَ قَوْمِي مِنْ فَيَافٍ وَمِنْ سُهُبِ ثُمَّ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ ، فَاشْتَرَى مِنْهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ يُقَالُ لَهُ حُذَيْفَةُ سِلْعَةً ، وَظَلَمَهُ حَقَّهُ ، فَصَعِدَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ بِضَاعَتُهُ بِبَطْنِ مَكَّةَ نَائِي الْحَيِّ وَالنَّفَرِ يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ وَمُضْطَهَدٍ بَيْنَ الْمَقَامِ وَبَيْنَ الرُّكْنِ وَالْحَجَرِ إِنَّ الْحَرَامَ لَمَنْ تَمَّتْ حَرَامَتُهُ وَلا حَرَامٌ لِثَوْبِ الْفَاجِرِ الْغَدِرِ فَأُعْلِمَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ذَلِكَ ، وَقَالَ : يَا قَوْمِ ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَخْشَى أَنْ يُصِيبَنَا مَا أَصَابَ الأُمَمَ السَّالِفَةَ مِنْ سَاكِنِي مَكَّةَ فَمَشَى إِلَى ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ بِظُلْمِ بَنِي سَهْمٍ وَبَغْيِهِمْ ، وَقَدْ كَانَ أَصَابَ بَنِي سَهْمٍ أَمْرَانِ لا يُشَكُّ أَنَّهُمَا لِلْبَغْيِ : احْتِرَاقُ الْمَقَايِيسِ مِنْهُمْ ، وَهُمْ قَيْسُ وَمَقِيسٌ وَعَبْدُ قَيْسٍ بِصَاعِقَةٍ ، وَأَقْبَلَ مِنْهُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ ، فَنَزَلُوا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الْقَطِيعَةُ ، فَصَبُّوا فَضْلَةَ خَمْرٍ لَهُمْ فِي إِنَاءٍ ، وَشَرِبُوا ثُمَّ نَامُوا ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ فَكَرَعَ مِنْهَا حَيَّةٌ أَسْوَدُ ، ثُمَّ تَقَيَّأَ فِي الإِنَاءِ ، فَهَبَّ الْقَوْمُ فَشَرِبُوا مِنْهُ ، فَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ ، فَأَذْكُرُهُ هَذَا وَمِثْلَهُ ، فَتَحَالَفَ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو زُهْرَةَ وَبَنُو تَيْمٍ بِاللَّهِ الْغَالِبِ ، إِنَّا لَيَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الظَّالِمِ ، حَتَّى يَرُدَّ الْحَقَّ وَخَرَجَ سَائِرُ قُرَيْشٍ مِنْ هَذَا الْحِلْفِ . إِلا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ ادَّعَاهُ لِبَنِي أَسَدٍ فِي الإِسْلامِ . قَالَ فَأَخْبَرَنِي الْوَاقِدِيُّ ، وَغَيْرُهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، فَسَأَلَهُ عَنْ حِلْفِ الْفُضُولِ فَقَالَ : أَمَّا أَنَا وَأَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَسْنَا فِيهِ ، فَقَالَ : صَدَقْتَ وَاللَّهِ ، إِنِّي لأَعْرِفُكَ بِالصِّدْقِ ، قَالَ : فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَدَّعِيهِ ، فَقَالَ : ذَاكَ هُوَ الْبَاطِلُ . قَالَ : وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ رَجُلا خَرَجَ عَنْ قَوْمِهِ إِلَى غَيْرِهِمْ لِكَرَمِ حِلْفٍ لَخَرَجْتُ عَنْ قَوْمِي إِلَى حِلْفِ الْفُضُولِ . قَالَ الْوَاقِدِيُّ : قَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ ، لِمَ سُمِّيَ حِلْفَ الْفُضُولِ ، فَقِيلَ : إِنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُمْ قَالُوا : لا نَدَعُ لأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ فَضْلا إِلا أَخَذْنَاهُ مِنْهُ ، وَقِيلَ : بَلْ سَمِعَ بِهَذَا بَعْضُ مَنْ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ ، فَقَالَ : هَذَا فُضُولٌ مِنَ الأَمْرِ . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَالصَّحِيحُ أَنَّ قَوْمًا مِنْ جُرْهُمٍ يُقَالُ لَهُمْ : فَضْلٌ وَفَضَالَةُ وَفَضَّالٌ وَمُفَضَّلٌ تَحَالَفُوا عَلَى مِثْلِ هَذَا فِي أَيَّامِهِمْ ، فَلَمَّا تَحَالَفَتْ قُرَيْشٌ هَذَا الْحِلْفَ سُمُّوا بِذَلِكَ نِسْبَةً .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.