حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنِ ابْنِ شَبَّةَ, قَالا : حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنْ قَتَادَةَ , قَالَ : " سَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنَ الزَّاوِيَةِ يُرِيدُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ , وَصَارُوا مِنَ الْفُرْضَةِ يُرِيدُونَهُ , فَالْتَقُوا عِنْدَ قَصْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ يَوْمَ الْخَمِيسِ النِّصْفَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ , فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ خَرَجَ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ وَعَلَيْهِ سِلاحُهُ , فَقِيلَ لِعَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : هَذَا الزُّبَيْرُ , فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُ أَحْرَى الرَّجُلَيْنِ إِنْ ذُكِّرَ بِاللَّهِ أَنْ يَذْكُرَهُ , وَخَرَجَ طَلْحَةُ , وَخَرَجَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَيْهِمَا , فَدَنَا مِنْهُمَا حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمْ , فَقَالَ لَهُمَا : لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْدَدْتُمَا خَيْلا وَرِجَالا , إِنْ كُنْتُمَا أَعْدَدْتُمَا عِنْدَ اللَّهِ عُذْرًا فَاتَّقِيَا اللَّهَ وَلا تَكُونَا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا سورة النحل آية 92 أَلَمْ أَكُنْ أَخَاكُمَا فِي دِينِكُمَا تُحَرِّمَانِ دَمِي وَأُحَرِّمُ دِمَاءَكُمَا ؟ فَهَلْ مِنْ حَدَثٍ أَحَلَّ لَكُمَا دَمِي ؟ فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ : أَلَّبْتَ النَّاسَ عَلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ : يَا طَلْحَةُ , أَتَطْلُبُنِي بِدَمِ عُثْمَانَ ؟ فَلَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ , يَا زُبَيْرُ , أَتَذْكُرُ يَوْمَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآلِهِ فِي بَنِي غَنْمٍ , فَنَظَرَ إِلَيَّ وَضَحِكَ , وَضَحِكْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتَ : لا يَدَعُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ زَهْوَهُ , فَقَالَ : " مَهْ لَيْسَ بِمَزْهُوٍّ وَلَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ ؟ " فَقَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ , وَلَوْ ذَكَرْتُ مَا سِرْتُ مَسِيرِي هَذَا , وَاللَّهِ لا أُقَاتِلُكَ أَبَدًا , وَانْصَرَفَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى أَصْحَابِهِ , وَقَالَ : أَمَّا الزُّبَيْرُ فَقَدْ أَعْطَى اللَّهَ عَهْدًا أَلا يُقَاتِلَنِي , قَالَ : وَرَجَعَ الزُّبَيْرُ إِلَى عَائِشَةَ , فَقَالَ لَهَا : مَا كُنْتُ فِي مَوْطٍن مُذْ عَقَلْتُ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ فِيهِ أَمْرِي غَيْرَ مَوْطِنِي هَذَا , قَالَتْ : وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ ؟ قَالَ : أَدَعُهُمْ وَأَذْهَبُ , فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَجَمَعْتَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَيْنِ , حَتَّى إِذَا حَدَّدَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَرَدْتَ أَنْ تَذْهَبَ وَتَتْرُكَهُمْ ؟ أَخَشِيتَ رَايَاتِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَلِمْتَ أَنَّهَا تَحْمِلُهَا فِتْيَةٌ أَنْجَادٌ ؟ فَأَحْفَظَهُ , فَقَالَ : إِنِّي حَلَفْتُ أَلا أُقَاتِلَهُ , قَالَ : كَفِّرْ , عَنْ يَمِينِكَ وَقَاتِلْهُ , فَدَعَا غُلامًا لَهُ يُدْعَى مَكْحُولا فَأَعْتَقَهُ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ : لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ أَخَا إِخْوَانٍ أَعْجَبَ مِنْ مُكَفِّرِ الأَيْمَانِ بِالْعِتْقِ فِي مَعْصِيَةِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَائِهِمْ : يَعْتِقُ مَكْحُولا لِصَوْنِ دِينِهِ كَفَّارَةً للَّهِ عَنْ يَمِينِهِ وَالنَّكْثُ قَدْ لاح عَلَى جَبِينِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
قَتَادَةَ | قتادة بن دعامة السدوسي / ولد في :61 / توفي في :117 | ثقة ثبت مشهور بالتدليس |
أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ | سلمى بن عبد الله الهذلي | متروك الحديث |
الْمَدَائِنِيُّ | علي بن أبي سيف القرشي / ولد في :131 / توفي في :224 | ثقة ثقة |
ابْنِ شَبَّةَ, | عمر بن أبي معاذ النميري / ولد في :173 / توفي في :262 | ثقة |
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ | أحمد بن عبد العزيز الجوهري | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ | أحمد بن عبيد الله الثقفي | مجهول الحال |