أَخبرنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعِيسَى بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ ، قَالا : حدثنَا ابْنُ مَهْرَوَيْهِ ، قَالَ : حدثنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ ، عَنِ الْعُمَرِيِّ ، عَنِ الْعُتْبِيِّ ، قَالَ : " أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِجَمَاعَةٍ فِيهِمْ أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ شَرِبُوا الْخَمْرَ ، فَقَالَ : أَشَرِبْتُمُ الْخَمْرَ بَعْدَ أَنْ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَالُوا : مَا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلا رَسُولُهُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ، يَقُولُ : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سورة المائدة آية 93 ، فَقَالَ عُمَرُ لأَصْحَابِهِ : مَا تَرَوْنَ فِيهِمْ ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِمْ ، فَبَعَثَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فَشَاوَرَهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الآيَةُ كَمَا يَقُولُونَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَحِلُّوا الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ، فَسَكَتُوا ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ : مَا تَرَى فِيهِمْ ؟ قَالَ : أَرَى إِنْ كَانُوا شَرِبُوهَا مُسْتَحِلِّينَ لَهَا أَنْ يُقْتَلُوا ، وَإِنْ كَانُوا شَرِبُوهَا وَهُمْ يُؤْمِنُونَ أَنَّهَا حَرَامٌ أَنْ يُحَدُّوا ، فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا شَكَكْنَا فِي أَنَّهَا حَرَامٌ ، وَلَكِنَّا قَدَّرَنَا أَنَّ لَنَا نَجَاةً فِيمَا قُلْنَاهُ ، فَجَعَلَ يَحِدَّهُمْ رَجُلا ، وَهُمْ يَخْرُجُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي مِحْجَنٍ ، فَلَمَّا جَلَدَهُ أَنْشَأَ ، يَقُولُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَعْثُرُ بِالْفَتَى وَلا يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ صَرْفَ الْمَقَادِرِ صَبَرْتُ فَلَمْ أَجْزَعْ وَلَمْ أَكُ كَائِعًا لِحَادِثِ دَهْرٍ فِي الْحُكُومَةِ جَائِرِ وَإِنِّي لَذُو صَبْرٍ وَقَدْ مَاتَ إِخْوَتِي وَلَسْتُ عَنِ الصَّهْبَاءِ يَوْمًا بِصَابِرِ رَمَاهَا أَمِيرُ المْؤُمْنِينَ بِحَتْفِهَا فَخِلانِهَا يَبْكُونَ حَوْلَ الْمَعَاصِرِ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ قَوْلَهُ : وَلَسْتُ عَنِ الصَّهْبَاءِ يَوْمًا بِصَابِرِ قَالَ : قَدْ أَبْدَيْتَ مَا فِي نَفْسِكَ وَلأُزِيدَنَّكَ عُقُوبَةً لإِصْرَارِكَ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : مَا ذَلِكَ لَكَ وَمَا يَجُوزُ أَنْ تُعَاقِبَ رَجُلا ، قَالَ : لأَفْعَلَنَّ وَهُوَ لَمْ يَفْعَلْ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِي الشُّعَرَاءِ : وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ سورة الشعراء آية 226 ، فَقَالَ عُمَرُ : قَدِ اسْتَثْنَى اللَّهُ مِنْهُمْ قَوْمًا ، فَقَالَ : إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سورة الشعراء آية 227 ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : أَفَهَؤُلاءِ عِنْدَكَ مِنْهُمْ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَشْرَبُ الْعَبْدُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
الْعُمَرِيِّ | حفص بن عمر العمري | مجهول الحال |
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ | الحسن بن علي القيرواني | مجهول الحال |