أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمُبَارَكِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ ، قَالَ : قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ : ذُكِرَتْ بَلاغَةُ النِّسَاءِ عِنْدَ زِيَادٍ ، فَحَدَّثْتُهُ أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ " أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ ، فَأَبَى أَهْلُهَا وَأَبُوهَا أَنْ يُسْلِمُوا وَخَافُوا إِسْلامَهَا ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهَا وَأَقْسَمُوا إِنَّهَا إِنْ أَسْلَمَتْ لَمْ يَكُونُوا مَعَهَا فِي شَيْءٍ مَا بَقِيَتْ ، فَطَالَبَتْ قَيْسًا بِالْفُرْقَةِ فَفَارَقَهَا ، فَلَمَّا احْتَمَلَتْ لِتَلْحَقَ بِأَهْلِهَا ، قَالَ لَهَا قَيْسٌ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْتِنِي سَارَّةٌ ، وَلَقَدْ فَارَقْتِنِي غَيْرُ عَارَّةٍ ، لا صُحْبَتِكِ مَمْلُولَةٌ ، وَلا أَخْلاقَكِ مَذْمُومَةٌ ، وَلَوْلا مَا اخْتَرْتِ مَا فَرَّقَ بَيْنَناَ إِلا الْمَوْتَ ، وَلَكِنَّ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُطَاعَ ، فَقَالَتْ لَهُ : أُنْبِئْتُ بِحَسَبِكَ وَفَضْلِكَ ، وَأَنْتَ وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَلدَّائِمَ الْمَحَبَّةِ ، الْكَثِيرَ الْمَوَدَّةِ ، الْقَلِيلَ اللائِمَةِ ، الْمُعْجَبَ الْخَلْوَةِ ، الْبَعِيدَ النَّبْوَةِ ، وَلَتَعْلَمَنَّ أَنِّي لا أَسْكُنُ بَعْدَكَ إِلَى زَوْجٍ ، فَقَالَ قَيْسٌ : مَا فَارَقَتْ نَفْسِي شَيْئًا قَطُّ فَتَبِعْتُهُ كَمَا تَبِعْتُهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |