اخبار ابي الطفيل ونسبه


تفسير

رقم الحديث : 224

أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ دِمَاذُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ هُوَ الَّذِي " حَفَّزَ الْحَوْفَزَانَ بْنَ شَرِيكٍ الشَّيْبَانِيَّ ، طَعَنَهُ فِي اسْتِهِ فِي يَوْمِ جَدُودٍ ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ شَرِيكِ بْنِ عَمْرٍو الصَّلْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هَمَّامٍ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي يَرْبُوعٍ مُوَادَعَةٌ ، ثُمَّ هَمَّ بِالْغَدْرِ بِهِمْ ، فَجَمَعَ بَنِي شَيْبَانَ وَبَنِي ذُهْلٍ وَاللَّهَازِمَ قَيْسَ بْنَ ثَعْلَبَةَ ، وَتَيْمَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ ، وَغَيْرَهُمْ ثُمَّ غَزَا بَنِي يَرْبُوعٍ ، فَنَذَرَ بِهِ عُتَيْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ شِهَابِ بْنِ شَرِيكٍ ، فَنَادَى فِي قَوْمِهِ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَخَالَفُوا بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ شَرِيكٍ وَبَيْنَ الْمَالِ ، فَقَالَ لِعُتْبَةَ : يَا أَبَا جَوْزَةَ ، قَدْ عَرَفْتَ الْمُوَادَعَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي سُلَيْطٍ ، فَهَلْ لَكُمْ فِي مِثْلِهَا فَلا تُرَوَّعُ بَنِي يَرْبُوعٍ فَوَادَعَهُ ، وَأَغَارَ الْحَارِثُ بْنُ شَرِيكٍ عَلَى بَنِي مُقَاعِسٍ وَإِخْوَتِهِمْ بَنِي رَبِيعٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ ، فَاسْتَصْرَخُوا بَنِي مِنْقَرٍ ، فَرَكِبُوا حَتَّى لَحِقُوا بِالْحَارِثِ بْنِ شَرِيكٍ ، وَبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَهُمْ قَائِلُونَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَمَا شَعَرَ الْحَوْفَزَانُ إِلا بِالأَهْتَمِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرٍ وَاسْمُ الأَهْتَمِ سِنَانٌ ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ ، فَوَثَبَ الْحَوْفَزَانُ إِلَى فَرَسِهِ فَرَكِبَهُ , وَقَالَ للأَهْتَمِ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَانْتَسَبَ لَهُ ، وَقَالَ : هَذِهِ مِنْقَرٌ قَدْ أَتَتْكَ ، فَقَالَ الْحَوْفَزَانُ : فَأَنَا الْحَارِثُ بْنُ شَرِيكٍ ، فَنَادَى الأَهْتَمُ : يَا آلَ سَعْدٍ ، وَنَادَى الْحَوْفَزَانُ : يَا آلَ وَائِلٍ ، وَحَمَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلَحِقَتْ بَنُو مِنْقَرٍ ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ وَأَبْرَحَهُ ، وَنَادَتْ نِسَاءُ بَنِي رَبِيعٍ : يَا آلَ سَعْدٍ ، فَاشْتَدَّ قِتَالُ بَنِي مِنْقَرٍ لِصِيَاحِهِنِّ ، فَهُزِمَتْ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ، وَخَلَّوْا مَنْ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ بَنِي مُقَاعِسٍ ، وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَتَبِعَتْهُمْ بَنُو مِنْقَرٍ بَيْنَ قَتْلٍ وَأَسْرٍ ، فَأَسَرَ الأَهْتَمُ حُمْرَانَ بْنَ عَبْدِ بْنِ عَمْرٍو ، وَقَصَدَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْحَوْفَزَانَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ غَيْرُهُ ، وَالْحَارِثُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ قَارِحٌ يُدْعَى الزَبِدُ ، وَقَيْسٌ عَلَى مُهْرٍ ، فَخَافَ قَيْسٌ أَنْ يَسْبِقَهُ الْحَارِثُ ، فَحَفَّزَهُ بِالرُّمْحِ فِي اسْتِهِ ، فَتَحَفَّزَ بِهِ الْفَرَسُ فَنَجَا ، فَسُمِّيَ الْحَوْفَزَانُ ، وَأَطْلَقَ قَيْسٌ أَمْوَالَ بَنِي مُقَاعِسٍ وَبَنِي رَبِيعٍ وَسَبَايَاهُمْ ، وَأَخَذَ أَمْوَالَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَأُسَارَاهُمْ ، وَانْتُقِضَتْ طَعْنَةُ قَيْسٍ عَلَى الْحَوْفَزَانِ بَعْدَ سَنَةٍ فَمَاتَ ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ يَقُولُ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ : جَزَى اللَّهُ يَرْبُوعًا بِأَسْوَأَ فَعْلِهَا إِذَا ذُكِرَتْ فِي النَّائِبَاتِ أُمُورُهَا وَيَوْمَ جَدُودٍ قَدْ فَضَحْتُمْ ذِمَارَكُمْ وَسَالَمْتُمْ وَالْخَيْلُ تُدْمَى نُحُورُهَا سَتَخْطِمُ سَعْدٌ وَالرَّبَابُ أُنُوفَكُمْ كَمَا حَزَّ فِي أَنْفِ الْقَضِيبِ جَرِيرُهَا " . وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ حَيَّانَ الْمِنْقَرِيُّ : وَنَحْنُ حَفَّرْنَا الْحَوْفَزَانَ بِطَعْنَةٍ سَقَتْهُ نَجِيعًا مِنْ دَمِ الْجَوْفِ أَشْكَلا وَحُمْرَانَ قَسْرًا أَنْزَلَتْهُ رِمَاحُنَا فَعَالَجَ غِلا فِي ذِرَاعَيْهِ مُقْفَلا قَالَ : وَأَغَارَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ أَيْضًا عَلَى اللَّهَازِمِ ، فَتَبِعَهُ بَنُو كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ بِالنِّبَاجِ وَثَيْتَلَ ، فَتَخَوَّفَ أَنْ يَكْرَهَ أَصْحَابُهُ لِقَاءَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَقَدْ كَانُوا يَتَنَاجَوْنَ فِي ذَلِكَ ، فَقَامَ لَيْلا فَشَقَّ مَزَادَهُمْ ، لِئَلا يَجِدُوا بُدًّا مِنْ لِقَاءِ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ أَذْعَنُوا بِلِقَائِهِمْ وَصَبَرُوا لَهُ ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَ أَشْهَرَ يَوْمٍ يَوْمَ ثَيْتَلَ لِبَنِي سَعْدٍ ، وَظَفَرَ قَيْسٌ بِمَا شَاءَ ، وَمَلأَ يَدَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَغَنَائِمِهِمْ ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ : أَنَا ابْنُ الَّذِي شَقَّ الْمَزَادَ وَقَدْ رَأَى بِثَيْتَلَ أَحْيَاءَ اللَّهَازِمِ حُضَّرَا فَصَبَّحَهُمْ بِالْجَيْشِ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَكَانَ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرُ أَصْدَرَا قَالَ : وَأَغَارَ قَيْسٌ أَيْضًا بِبَنِي سَعْدٍ عَلَى عَبْدِ الْقَيْسِ ، وَكَانَ رَئِيسُ بَنِي سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ سِنَانُ بْنُ خَالِدٍ ، وَذَلِكَ بِأَرْضِ الْبَحْرَيْنِ ، فَأَصَابُوا مَا أَرَادُوا ، وَاحْتَالَتْ عَبْدُ الْقَيْسِ فِي أَنْ يُفْعَلَ بِبَنِي تَمِيمٍ كَمَا فُعِلَ بِهِمْ بِالْمُشَقِّرِ حِينَ أُغْلِقَ عَلَيْهِمْ بَابَهُ فَامْتَنَعُوا ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ سَوَّارُ بْنُ حَيَّانَ : فَيَا لَكَ مِنْ أَيَّامِ صِدْقٍ أُعِدُّهَا كَيَوْمِ جُؤَاثَى وَالنِّبَاجِ وَثَيْتَلا قَالَ : وَكَانَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ رَئِيسُ بَنِي سَعْدٍ يَوْمَ الْكِلابِ الثَّانِي ، فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَهْتَمِ اخْتِلافٌ فِي أَمْرِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَقَّاصِ بْنِ صَلاءَةَ الْحَارِثِيِّ حِينَ أَسَرَهُ عِصْمَةُ بْنُ أُبَيْرٍ التَّيْمِيُّ وَدَفَعَهُ إِلَى الأَهْتَمِ ، فَرَفَعَ قَيْسٌ قَوْسَهُ فَضَرَبَ فَمَ الأَهْتَمِ بِهَا فَهَتَمَ أَسْنَانَهُ ، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الأَهْتَمُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.