أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَوْهَرِيُّ ، وَحَبِيبُ بْنُ نَصْرٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُرَيْقٍ ، قَالَ : شَبَّبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ بِرَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : رَمْلُ هَلْ تَذْكُرِينَ يَوْمَ غَزَالٍ إِذْ قَطَعْنَا مَسِيرَنَا بِالتَّمَنِّي إِذْ تَقُولِينَ عَمْرُكَ اللَّهُ هَلْ شَيْءٌ وَإِنْ جَلَّ سَوْفَ يُسْلِيكَ عَنِّي أَمْ هَلْ أُطْمِعْتُ مِنْكُمُ يَابْنَ حَسَّانَ كَمَا قَدْ أَرَاكَ أُطْعِمْتَ مِنِّي فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، فَغَضِبَ وَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلا تَرَى إِلَى هَذَا الْعِلْجِ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ يَتَهَكَّمُ بِأَعْرَاضِنَا ، وَيُشَبِّبُ بِنِسَائِنَا ؟ فَقَالَ : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ ، وَأَنْشَدَهُ مَا قَالَ . فَقَالَ : يَا يَزِيدُ ، لَيْسَ الْعُقُوبَةُ مِنْ أَحَدٍ أَقْبَحَ مِنْهَا بِذَوِي الْقُدْرَةِ ، وَلَكِنْ أَمْهِلْ حَتَّى يَقْدَمَ وَفْدُ الأَنْصَارِ ، ثُمَّ أَذْكِرْنِي بِهِ . فَلَمَّا قَدِمُوا أَذْكَرَهُ بِهِ فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ شَبَّبْتَ بِرَمْلَةَ بِنْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا أَشْرَفَ لِشِعْرِي مِنْهَا لَذَكَرْتُهُ . فَقَالَ : فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ أُخْتِهَا هِنْدٍ ؟ قَالَ : وَإِنَّ لَهَا لأُخْتًا يُقَال لَهَا هِنْدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَإِنَّمَا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُشَبِّبَ بِهِمَا جَمِيعًا ، فَيُكَذِّبُ نَفْسَهُ . قَالَ : فَلَمْ يَرْضَ يَزِيدُ مَا كَانَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فِي ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْجُعَيْلِ ، فَقَالَ : اهْجُ الأَنْصَارَ . فَقَالَ : أَفْرَقُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى هَذَا الشَّاعِرِ الْكَافِرِ الْمَاهِرِ الأَخْطَلِ . قَالَ : فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : اهْجُ الأَنْصَارَ . فَقَالَ : أَفْرَقُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : لا تَخَفْ شَيْئًا أَنَا بِذَلِكَ لَكَ فَهَجَاهُمْ ، فَقَالَ : وَإِذَا نَسَبْتَ ابْنَ الْفُرَيْعَةَ خِلْتَهُ كَالْجَحْشِ بَيْنَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ لَعَنَ الإِلَهُ مِنَ الْيَهُودِ عِصَابَةً بِالْجِزْعِ بَيْنَ صُلَيْصِلٍ وَصَدَارِ قَوْمٌ إِذَا هَدَرَ الْعَصِيرُ رَأَيْتَهُمْ حُمْرًا عُيُونُهُمُ مِنَ الْمُسْطَارِ خَلُّوا الْمَكَارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِهَا وَخُذُوا مَسَاحِيكَمْ بَنِي النَّجَّارِ إِنَّ الْفَوَارِسَ يَعْرِفُونَ ظُهُورَكُمْ أَوْلادَ كُلِّ مُقَبَّحٍ أَكَّارِ ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلا وَاللُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الأَنْصَارِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ ، فَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَحَسَرَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ ، وَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَتَرَى لُؤْمًا ؟ قَالَ : بَلْ أَرَى كَرَمًا وَخَيْرًا ، فَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : زَعَمَ الأَخْطَلُ أَنَّ اللُّؤْمَ تَحْتَ عَمَائِمِ الأَنْصَارِ . قَالَ : أَوَ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : لَكَ لِسَانُهُ . وَكَتَبَ فِيهِ أَنْ يُؤْتَى بِهِ ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ سَأَلَ الرَّسُولَ أَنْ يُدْخِلَهُ إِلَى يَزِيدَ أَوَّلا ، فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ . فَقَالَ لَهُ : هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ . قَالَ : لا تَخَفْ شَيْئًا . وَدَخَلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : عَلامَ أُرْسِلَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَمْدَحُنَا ، وَيَرْمِي مِنْ وَرَاءِ جَمْرَتِنَا ؟ قَالَ : هَجَا الأَنْصَارَ . قَالَ : وَمَنْ زَعَمَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ . قَالَ : لا تَقْبَلْ قَوْلَهُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ الْمُدَّعِي لِنَفْسِهِ ، وَلَكِنْ تَدْعُوهُ بِالْبَيِّنَةِ ، فَإِنْ أَثْبَتَ شَيْئًا أَخَذْتَ بِهِ لَهُ فَدَعَاهُ بِالْبَيِّنَةِ فَلَمْ يَأْتِ بِهَا ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ ، فَقَالَ الأَخْطَلُ : وَإِنِّي غَدَاةَ اسْتَعْبَرَتْ أُمُّ مَالِكٍ لِرَاضٍ مِنَ السُّلْطَانِ أَنْ يَتَهَدَّدَا وَلَوْلا يَزِيدُ ابْنُ الْمُلُوكِ وَسَعْيِهِ تَجَلَّلْتُ حِدْبَارًا مِنَ الشَّرِّ أَنْكَدَا فَكَمْ أَنْقَذْتَنِي مِنْ خُطُوبٍ حِبَالُهُ وَخَرْسَاءَ لَوْ يُرْمَى بِهَا الْفَيْلُ بَلَّدَا وَدَافَعَ عَنِي يَوْمَ جِلَّقَ غَمْرَةً وَهَمًّا يُنْسِينِي الشَّرَابَ الْمُبَرَّدَا وَبَاتَ نَجِيًّا فِي دِمَشْقَ لِحَيَّةٍ إِذَا هُمَّ لَمْ يَنَمِ السَّلِيمُ وَأَقْصَدَا يُخَافِتُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا إِذَا رَأَى مِنَ الْوَجْهِ إِقْبَالا أَلَحَّ وَأَجْهَدَا أَبَا خَالِدٍ دَافَعْتَ عَنِّي عَظِيمَةً وَأَدْرَكْتَ لَحْمِي قَبْلَ أَنْ يَتَبَدَّدَا وَأَطْفَأْتَ عَنِّي نَارَ نُعْمَانَ بَعْدَمَا أَغَذَّ لأَمْرٍ فَاجِرٍ وَتَجَرَّدَا وَلَمَّا رَأَى النُّعْمَانُ دُونِي ابْنَ حُرَّةٍ طَوَى الْكَشْحَ إِذْ لَمْ يَسْتَطِعْنِي وَعَرَّدَا .