فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ إِسْحَاقَ وَقَدْ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ : "أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَائِمَ هَوَازِنَ ، فَأَكْثَرَ الْعَطَايَا لأَهْلِ مَكَّةَ ، وَأَجْزَلَ الْقَسْمَ لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ الْوَاحِدَ مِائَةَ نَاقَةٍ ، وَالآخَرَ أَلْفَ شَاةٍ ، وَزَوَى كَثِيرًا مِنَ الْقَسْمِ عَنْ أَصْحَابِهِ ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ عَطَايَا فَضَّلَ فِيهَا عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ عَلَى الْعَبَّاسِ ، فَجَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَأَنْشَدَهُ : وَكَانَتْ نِهَابًا تَلافَيْتُهَا بِكَرِّي عَلَى الْمُهْرِ فِي الأَجْرَعِ وَإِيقَاظِي الْحَيَّ أَنْ يَرْقُدُوا إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لَمْ أَهْجَعِ فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعَبِيدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تَدَرُّإٍ فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلا حَابِسٌ يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ فَبَلَغَ قَوْلُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : " أَنْتَ الْقَائِلُ : أَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعَبِيدِ بَيْنَ الأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ يَقُلْ كَذَلِكَ ، وَلا وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ ، وَلا يَنْبَغِي لَكَ الشِّعْرُ ، وَمَا أَنْتَ بِرَاوِيهِ ، قَالَ : فَكَيْفَ قَالَ ؟ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : هُمَا سَوَاءٌ لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِمَا بَدَأْتَ بِالأَقْرَعِ أَمْ بِعُيَيْنَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ وَأَمَرَ بِأَنْ يُعْطُوهُ مِنَ الشَّاءِ وَالنَّعَمِ مَا يُرْضِيهِ لِيُمْسِكَ ، فَأُعْطِيَ ، قَالَ : فَوَجَدَتِ الأَنْصَارُ فِي أَنْفُسِهَا ، وَقَالُوا : نَحْنُ أَصْحَابُ مَوْطِنٍ وَشِدَّةٍ ، فَآثَرَ قَوْمَهُ عَلَيْنَا ، وَقَسَمَ قَسْمًا لَمْ يَقْسِمْهُ لَنَا ، وَمَا نَرَاهُ فَعَلَ هَذَا إِلا وَهُوَ يُرِيدُ الإِقَامَةَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ قَوْلُهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي مَنْزِلِهِمْ فَجَمَعَهُمْ ، وَقَالَ : " مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ غَيْرِ الأَنْصَارِ فَلْيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ " ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ قَدْ بَلَغَتْنِي مَقَالَةٌ قُلْتُمُوهَا ، وَمَوْجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلالا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ " ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " أَلَمْ آتِكُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمُ اللَّهُ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " أَلَمْ آتِكُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ؟ " قَالُوا : بَلَى ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : " أَلَمْ آتِكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَرْكَبُونَ الْخَيْلَ فَرَكِبْتُمُوهَا " ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " أَفَلا تُجِيبُونَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ؟ " قَالُوا : لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ عَلَيْنَا الْمَنُّ وَالْفَضْلُ ، جِئْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ فِي الظُّلُمَاتِ ، فَأَخْرَجَنَا اللَّهُ بِكَ إِلَى النُّورِ ، وَجِئْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ، فَأَنْقَذَنَا اللَّهُ ، وَجِئْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ أَذِلَةً قَلِيلُونَ ، فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِكَ ، فَرَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا ، فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لأَجَبْتُمُونِي بِغَيْرِ هَذَا ، فَقُلْتُمْ : جِئْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ ، وَمَخْذُولا فَنَصَرْنَاكَ ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ ، وَمُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ ، وَقَبِلْنَا مِنْكَ مَا رَدَّهُ عَلَيْكَ النَّاسُ ، لَقَدْ صَدَقْتُمْ " ، فَقَالَ الأَنْصَارُ : لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ عَلَيْنَا الْمَنُّ وَالْفَضْلُ ، ثُمَّ بَكَوْا حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ ، وَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ وَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي الْغَنَائِمِ أَنْ آثَرْتُ بِهَا نَاسًا أَتَأَلَّفُهُمْ عَلَى الإِسْلامِ لِيُسْلِمُوا ، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، أَوَلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالإِبِلِ ، وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَ الأَنْصَارُ شِعْبًا ، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ ، وَلَوْلا الْهِجْرَةَ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ " ، ثُمَّ بَكَى الْقَوْمُ ثَانِيَةً حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ ، وَقَالُوا : رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ حَظًّا وَقَسْمًا ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ رَاضِينَ ، وَكَانُوا بِمَا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ اغْتِبَاطًا مِنَ الْمَالِ " , وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ فِي هَذَا الْخَبَرِ : أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةً مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ عَطَايَا يَتَأَلَّفُ بِهَا قُلُوْبَهُمْ وَقَوْمَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ ، فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ ، وَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحُوَيْطُبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَالْعَلاءُ بْنُ حَارِثَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ ، وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَعُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ أَحَدِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَسَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ ، وَرَجُلا مِنْ بَنِي سَهْمٍ دُونَ ذَلِكَ مَا بَيْنَ الْخَمْسِينَ وَأَكْثَرَ وَأَقَلَّ ، وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَبَاعِرَ فَتَسَخَّطَهَا ، وَقَالَ الأَبْيَاتَ الْمَذْكُورَةَ ، فَأَعْطَاهُ حَتَّى رَضِيَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ | محمد بن جرير الطبري / ولد في :224 / توفي في :310 | ثقة حافظ |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ | محمد بن راشد التميمي | مقبول |
دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ | داود بن عمرو الضبي | ثقة |
عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ | عمر بن إسماعيل الثقفي / توفي في :309 | ثقة |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ | محمد بن فليح الأسلمي / توفي في :197 | صدوق يهم |
بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ | محمد بن إسحاق المسيبي / توفي في :236 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْدِ | أحمد بن عبد العزيز الوشاء | ثقة |