أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُضَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَبْدِيُّ ، وَكَانَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَوْضِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عن جَدِّي ، قَالَ : " صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الصُّبْحَ ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَصِيرٍ أَعْوَرَ مُتَنَكِّبًا قَوْسًا ، وَبِيَدِهِ هِرَاوَةٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ " . فَاسْتَنْشَدَهُ قَوْلَهُ فِي أَخِيهِ فَأَنْشَدَهُ : لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِينِ مَالِكٍ وَلا جَزَعَ مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا لَقَدْ كَفَّنَ الْمِنْهَالُ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَتًى غَيْرَ مِبْطَانِ الْعَشِيَّاتِ أَرْوَعَا حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ : وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جُذَيْمَةَ حِقْبَةً مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا فَقَالَ عُمَرُ : " هَذَا وَاللَّهِ التَّأْبِينُ ، وَلَوَدَدْتُ أَنِّي أُحْسِنُ الشِّعْرَ ، فَأَرْثِي أَخِي زَيْدًا بِمِثْلِ مَا رَثَيْتَ بِهِ أَخَاكَ " . فَقَالَ مُتَمِّمٌ : لَوْ أَنَّ أَخِي مَاتَ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَخُوكَ مَا رَثَيْتُهُ ، وَكَانَ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ شَهِيدًا ، وَأَمِيرُ الْجَيْشِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ عُمَرُ : " مَا عَزَّانِي أَحَدٌ عن أَخِي بِمِثْلِ مَا عَزَّانِي بِهِ مُتَمِّمٌ " . قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : " مَا هَبَّتِ الصَّبَا مِنْ نَحْوِ الْيَمَامَةِ ، إِلا خُيِّلَ إِلَيَّ أَنِّي أَشُمُّ رِيحَ أَخِي زَيْدٍ " . قَالَ : وَقِيلَ لِمُتَمِّمٍ : مَا بَلَغَ مِنْ وَجْدِكَ عَلَى أَخِيكَ ؟ فَقَالَ أُصِبْتُ بِإِحْدَى عَيْنَيَّ فَمَا قَطَرَتْ مِنْهَا دَمْعَةٌ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا قُتِلَ أَخِي اسْتَهَلَّتْ فَمَا تَرْقَأُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |