أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَخْفَش ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، وَاسْمُ أَبِي السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ سَلامٍ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : " خَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ ، وَمَعَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ الأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ بَعْدَ غِبِّ مَطَرٍ ، يَسِيرُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ وَالْحَوْفِ ، فَلَقِيَ ابْنُ لِسَانِ الْحُمَّرَةِ ، أَحَدَ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، وَهُوَ لا يَعْرِفُ الْمُغِيرَةَ ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا أَعْرَابِيُّ ؟ قَالَ مِنَ السَّمَاوَةِ . قَالَ : فَكَيْفَ تَرَكْتَ الأَرْضَ خَلْفَكَ ؟ قَالَ : عَرِيضَةً أَرِيضَةً . قَالَ : وَكَيْفَ كَانَ الْمَطَرُ ؟ قَالَ : عَفَى الأَثَرَ ، وَمَلأَ الْحُفَرَ . قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ . قَالَ فَكَيْفَ عِلْمُكَ بِهِمْ ؟ قَالَ : إِنْ جَهِلْتُهُمْ لَمْ أَعْرِفْ غَيْرَهُمْ . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي بَنِي شَيْبَانَ ؟ قَالَ : سَادَتُنَا وَسَادَةُ غَيْرِنَا , قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي بَنِي ذُهْلٍ ؟ قَالَ : سَادَةٌ نَوْكَى . قَالَ : فَقَيْسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ؟ قَالَ إِنْ جَاوَرْتَهُمْ سَرَقُوكَ ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ . قَالَ : فَبَنُو تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ؟ قَالَ : رِعَاءُ الْبَقَرِ ، وَعَرَاقِيبُ الْكِلابِ . قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بَنِي يَشْكُرَ ؟ قَالَ : صَرِيحٌ تَحْسَبُهُ مَوْلًى . قَالَ هِشَامٌ : لأَنَّ فِي أَلْوَانِهِمْ حُمْرَةً . قَالَ : فَعِجْلٌ . قَالَ : أَحْلاسُ الْخَيْلِ . قَالَ : فَحَنِيفَةُ . قَالَ : يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ، وَيَضْرِبُونَ الْهَامَ . قَالَ : فَعَنَزَةُ . قَالَ : لا تَلْتَقِي بِهِمُ الشَّفَتَانِ لُؤْمًا . قَالَ : فَضُبَيْعَةُ أَضْجَمَ . قَالَ : جُدْعًا وَعُقْرًا . قَالَ : فأَخْبَرَنِي عَنِ النِّسَاءِ ؟ قَالَ : النِّسَاءُ أَرْبَعٌ : رَبِيعٌ مَرْبَعٌ ، وَجَمِيعٌ تَجْمَعُ ، وَشَيْطَانٌ سَمَعْمَعٌ ، وَغُلٌّ لا يُخْلَعُ ، قَالَ : فَسِّرْ . قَالَ أَمَّا الرَّبِيعُ الْمَرْبَعُ ، فَالَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ ، وَإِذَا أَقْسَمْتَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْكَ . وَأَمَّا الَّتِي هِيَ جَمِيعٌ تَجْمَعُ ، فَالْمَرْأَةُ تَتَزَوَّجُهَا وَلَهَا نَشَبٌ ، فَتَجْمَعُ نَشَبَكَ إِلَى نَشَبِهَا . وَأَمَّا الشَّيْطَانُ السَّمَعْمَعُ ، فَالْكَالِحَةُ فِي وَجْهِكَ إِذَا دَخَلْتَ ، وَالْمُوَلْوِلَةُ فِي أَثَرِكَ إِذَا خَرَجْتَ . وَأَمَّا الْغُلُّ الَّذِي لا يُخْلَعُ ، فَبِنْتُ عَمِّكَ السَّوْدَاءُ الْقَصِيرَةُ ، الْفَوْهَاءُ الدَّمِيمَةُ الَّتِي قَدْ نَثَرَتْ لَكَ بَطْنَهَا ، إِنْ طَلَّقْتَهَا ضَاعَ وَلَدُكَ ، وَإِنْ أَمْسَكْتَهَا فَعَلَى جَدْعِ أَنْفِكَ . فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ : بَلْ أَنْفِكَ . ثُمَّ قَالَ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي أَمِيرِكَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ؟ قَالَ : أَعْوَرُ زَنَّاءُ . فَقَالَ الْهَيْثَمُ : فَضَّ اللَّهُ فَاكَ ، وَيْلَكَ هَذَا الأَمِيرُ الْمُغِيرَةُ . فَقَالَ : إِنَّهَا كَلِمَةٌ وَاللَّهِ تُقَالَ . فَانْطَلَقَ بِهِ الْمُغِيرَةُ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَعِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ وَسِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَمَةً . قَالَ لَهُ وَيْحَكَ هَلْ يَزْنِي الْحُرُّ وَعِنْدَهُ مِثْلُ هَؤُلاءِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُنَّ الْمُغِيرَةُ : ارْمِينَ إِلَيْهِ بِحُلاكُنَّ . فَفَعَلْنَ ، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ بِمِلْءِ كِسَائِهِ ذَهَبًا وَفِضَّةً " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |