فَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأَزْرَقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ ، قَالَ : أَغَارَتْ خَيْلٌ لِمُعَاوِيَةَ عَلَى الأَنْبَارِ ، فَقَتَلُوا عَامِلا لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، يُقَال لَهُ : حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ ، وَقَتَلُوا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمِنْبَرَ ، فَرَقِيَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، فَمَنْ تَرَكَهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذِّلَّةِ ، وَشَمِلَهُ الْبَلاءُ ، وَدِيثَ بِالصَّغَارِ ، وَسِيمَ الْخَسَفَ ، وَقَدْ قُلْتُ لَكُمْ : اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغْزُ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلا ذُلُّوا ، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ ، وَتَرَكْتُمْ قَوْلِي وَرَاءَكُمْ ظَهْرِيًّا حَتَّى شَنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتَ ، هَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ جَاءَ الأَنْبَارَ ، فَقَتَلَ عَامِلِي عَلَيْهَا حَسَّانَ بْنَ حَسَّانٍ ، وَقَتَلَ رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءٍ ، وَاللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنَيِ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي الْمَرْأَةَ الْمُسْلِمَةَ ، وَالأُخْرَى الْمُعَاهَدَةَ ، فَيَنْزِعُ حِجْلَهَا وَرِعَاثَهَا ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ مَوْفُورِينَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ كَلِمًا ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِمًا مَاتَ مِنْ دُونِ هَذَا أَسِفًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَلُومًا ، بَلْ كَانَ بِهِ جَدِيرًا ، يَا عَجَبًا عَجَبًا يُمِيتُ الْقَلْبَ ، وَيُشْعِلُ الأَحْزَانَ مَنِ اجْتِمَاعِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَلَى ضَلالَتِهِمْ وَبَاطِلِهِمْ ، وَفَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ، حَتَّى صِرْتُمْ غَرَضًا تُرْمَوْنَ وَلا تَرْمُونَ ، وَتُغْزَوْنَ وَلا تَغْزُونَ ، وَيُعْصَى اللَّهُ وَتَرْضَوْنَ ، إِذَا قُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ فِي الْحَرِّ ، قُلْتُمْ : هَذِهِ حَمَارَةُ الْقَيْظِ فَأَمْهِلْنَا ، وَإِذَا قُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ فِي الْبَرْدِ ، قُلْتُمْ : هَذَا أَوَانُ قَرٍّ وَصَرٍّ فَأَمْهِلْنَا ، فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ تَفِرُّونَ ، فَأَنْتُمْ وَاللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَشَدُّ فِرَارًا . يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلا رِجَالَ ، وَيَا طُغَامَ الأَحْلامِ ، وَعُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ ، وَدَدْتُ وَاللَّهِ أَنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ ، بَلْ وَدَدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ ، مَعْرِفَةٌ وَاللَّهِ جَرَعَتْ بَلاءً وَنَدَمًا ، وَمَلأْتُمْ جَوْفِي غَيْظًا بِالْعِصْيَانِ وَالْخُذْلانِ ، حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِنْ لا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ وَيْحَهُمْ ، هَلْ فِيهِمْ أَشَّدَ مِرَاسًا لَهَا مِنِّي ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ دَخَلْتُ فِيهَا وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ ، وَأَنَا الآنَ قَدْ نَيَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ ، وَلَكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطَاعُ . فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي سورة المائدة آية 25 فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ ، فَوَاللَّهِ لَنُطِيعَنَّكَ وَلَوْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ جَمْرُ الْغَضَى ، وَشَوْكُ الْقَتَادِ . قَالَ : وَأَيْنَ تَبْلُغَانِ مِمَّا أُرِيدُ ، هَذَا أَوْ نَحْوَهُ ، ثُمَّ نَزَلَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |