الخبر في هذه القصة وسبب منافرة عامر وعلقمة وخبر الاعشى وعلقمة وغيره معهما فيها


تفسير

رقم الحديث : 354

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرٍ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ يَزِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْكَنُودِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ ، قَالَ : كَتَبَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ . أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَارَكَ مِنْ كُلَّ سُوءٍ ، وَعَاصِمُكَ مِنَ الْمَكْرُوهِ . إِنِّي خَرَجْتُ مُعْتَمِرًا ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَرْحٍ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ شَابًّا مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ ، وَعَرَفْتُ الْمُنْكَرَ فِي وُجُوهِهِمْ : يَا أَبْنَاءَ الطُّلَقَاءِ ، الْعَدَاوَةُ وَاللَّهِ لَنَا مِنْكُمْ غَيْرَ مُسْتَنْكَرَةٍ قَدِيمًا ، تُرِيدُونَ بِهَا إِطْفَاءَ نُورَ اللَّهِ ، وَتَغْيِيرَ أَمْرِهِ ، فَأَسْمَعَنِي الْقُوْمُ وَأَسْمَعْتُهُمْ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَهْلُهَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ أَغَارَ عَلَى الْحِيرَةِ ، فَاحْتَمَلَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِهَا مَا شَاءَ ، ثُمَّ انْكَفَأَ رَاجِعًا ، فَأُفٌّ لِحَيَاةٍ فِي دَهْرٍ جَرَّأَ عَلَيْكَ الضَّحَّاكَ . وَمَا الضَّحَّاكُ ؟ وَهَلْ هُوَ إِلا فَقْعُ بِقَرْقَرَةٍ ، وَقَدْ ظَنَنْتُ وَبَلَغَنِي أَنَّ أَنْصَارَكَ قَدْ خَذَلُوكَ ، فَاكْتُبْ إِلَيَّ يَابْنَ أُمِّ بِرَأْيِكَ ، فَإِنْ كُنْتَ الْمَوْتَ تُرِيدُ ، تَحَمَّلْتُ إِلَيْكَ بِبَنِي أَبِيكَ وَوَلَدِ أَخِيكَ ، فَعِشْنَا مَا عِشْتَ ، وَمِتْنَا مَعَكَ ، فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَبْقَى بَعْدَكَ فَوَاقًا ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ الأَعَزِّ الأَجَلِّ أَنَّ عَيْشًا أَعِيشُهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بَعْدَكَ لَعَيْشٌ غَيْرِ هَنِيءٍ وَلا مَرِيءٍ وَلا نَجِيعٍ . وَالسَّلامُ . فَأَجَابَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : أَمَّا بَعْدُ ، كَلأَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ كَلاءَةَ مَنْ يَخْشَاهُ بِالْغَيْبِ ، إِنَّهُ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ . فَقَدْ قَدِمَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ الأَزْدِيُّ بِكِتَابِكَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنَّكَ لَقِيتَ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ مُقْبِلا مِنْ قَدِيدٍ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ شَابًّا مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ ، وَإِنَّ بَنِي أَبِي سَرْحٍ طَالَ مَا كَادَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكِتَابُهُ ، وَصَدَّ عَنْ سَبِيلِهِ ، وَبَغَاهَا عِوَجًا ، فَدَعْ بَنِي أَبِي سَرْحٍ عَنْكَ ، وَدَعْ قُرَيْشًا وَتِرْكَاضِهِمْ فِي الضَّلالَةِ ، وَتِجْوَالِهِمْ فِي الشِّقَاقِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ أَجْمَعَتْ عَلَى حَرْبِ أَخِيكَ ، إِجْمَاعَهَا عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْيَوْمِ ، فَأَصْبَحُوا قَدْ جَهِلُوا حَقَّهُ ، وَجَحَدُوا فَضْلَهُ ، وَبَادُوهُ بِالْعَدَاوَةِ ، وَنَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ ، وَجَهِدُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْجَهْدِ ، وَسَاقُوا إِلَيْهِ جَيْشَ الأَمَرَّيْنِ . اللَّهُمَّ فَاجْزِ عَنِي قُرَيْشًا الْجَوَازِيَ ، فَقَدْ قَطَعَتْ رَحِمِي ، وَتَظَاهَرَتْ عَلَيَّ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ . وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ غَارَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الْحِيرَةِ ، فَهُوَ أَقَلُّ وَأَذَلُّ مِنْ أَنْ يَقْرُبَ الْحِيرَةَ ، وَلَكِنَّهُ جَاءَ فِي خَيْلِ جَرِيدَةٍ ، فَلَزِمَ الظَّهْرَ ، وَأَخَذَ عَلَى السَّمَاوَةِ ، فَمَرَّ بِوَاقِصَةٍ وَشُرَّافٍ وَمَا وَالَى ذَلِكَ الصَّقْعَ ، فَسَرَّحْتُ إِلَيْهِ جَيْشًا كَثِيفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ جَازَ هَارِبًا ، فَاتَّبَعُوهُ فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَقَدْ أَمْعَنَ فِي السَّيْرِ ، وَقَدْ طَفِلَتِ الشَّمْسُ لِلإِيَابِ ، فَاقْتَتَلُوا شَيْئًا كَلا وَلا فَوَلَّى ، وَلَمْ يَصْبِرْ وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، وَنَجَا جَرِيضًا بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمِخْنَقِ ، فَلأْيًا بِلأْيٍ مَا نَجَا . وَأَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ فِيهِ بِرَأْيِي ، فَإِنَّ رَأْيِي قِتَالَ الْمُحَلِّينَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ ، لا يَزِيدَنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً ، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً ، لأَنِّي مُحِقٌّ وَاللَّهُ مَعَ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ ، وَمَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَقِّ ، وَمَا الْخَيْرُ كُلُّهُ إِلا بَعْدَ الْمَوْتِ لِمَنْ كَانَ مُحِقًّا . وَأَمَّا مَا عَرَضْتَهُ عَلَيَّ مِنْ مَسِيرِكَ إِلَيَّ بِبَنِيكَ ، وَبَنِي أَبِيكَ ، فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، فَأَقِمْ رَاشِدًا مَهْدِيًا ، فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَهْلَكُوا مَعِي إِنْ هَلَكْتُ ، وَلا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبِيكَ لَوْ أَسْلَمَهُ الزَّمَانُ وَالنَّاسُ مُتَضَرِّعًا مُتَخَشِّعًا ، لَكَنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخُو بَنِي سُلَيْمٍ : فَإِنْ تَسْأَلِينِي كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي صَبُورٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيبُ يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرَى بِي كَآبَةٌ فَيَشْمِتُ عَادٍ أَوْ يُسَاءُ حَبِيبُ وَالسَّلامُ .

الرواه :

الأسم الرتبة