اخبار ابن مفرغ ونسبه


تفسير

رقم الحديث : 406

أخبرني بِخَبَرِهَا أخبرني بِخَبَرِهَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَكْرٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَخْبَرَنَا وَكِيعٌ , قَالَ : حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَمِّعٍ , عَنِ الْمَدَائِنِيِّ , وَأخبرني الطُّوسِيُّ وَالْحَرَمِيُّ, قَالا : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ , عَنْ عَمِّهِ , عَنْ أَبِيهِ , وَأخبرني الْيَزِيدِيُّ , عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَسَدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ , وَأخبرني الْجَوْهَرِيُّ , عَنِ ابْنِ شَبَّةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ , وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَزِيدُ فِي الرِّوَايَةِ وَيَنْقُصُ مِنْهَا , وَقَدْ جَمَعْتُ رِوَايَاتِهِمْ قَالُوا : " تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , وَكَانَتِ امْرَأَةً لَهَا جَمَالٌ وَكَمَالٌ وَتَمَامٌ فِي عَقْلِهَا وَمَنْظَرِهَا وَجَزَالَةِ رَأْيِهَا , وَكَانَتْ قَدْ غَلَبَتْهُ عَلَى رَأْيِهِ , فَمَرَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ أَبُوهُ وَهُوَ فِي عُلَيَّةٍ يُنَاغِيهَا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ , وَأَبُو بَكْرٍ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْجُمُعَةِ , ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يُنَاغِيهَا , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجَمَعْتَ ؟ قَالَ : أَوَ صَلَّى النَّاسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : وَقَدْ كَانَتْ شَغَلَتْهُ , عَنْ سُوقٍ وَتِجَارٍة كَانَ فِيهَا , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ شَغَلَتْكَ عَاتِكَةُ عَنِ الْمَعَاشِ وَالتِّجَارَةِ , وَقَدْ أَلْهَتْكَ عَنْ فَرَائِضِ الصَّلاةِ ! طَلِّقْهَا , فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً , وَتَحَوَّلَتْ إِلَى نَاحِيَةٍ , فَبَيْنَا أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي عَلَى سَطْحٍ لَهُ فِي اللَّيْلِ إِذْ سَمِعَهُ وَهُوَ يَقُولُ : أَعَاتِكُ لا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ وَمَا نَاحَ قُمْرِيُّ الْحَمَامِ الْمُطَوَّقُ أَعَاتِكُ قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَدَيْكِ بِمَا تُخْفِي النُّفُوسُ مُعَلَّقُ لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَرَأْيٌ وَمَنْطِقٌ وَخَلْقٌ مَصُونٌ فِي حَيَاءٍ وَمُصَدَقُ فَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا وَلا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ تُطَلَّقُ فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ قَوْلُهُ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ وَقَدْ رَقَّ لَهُ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ , رَاجِعْ عَاتِكَةَ , فَقَالَ : أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ رَاجَعْتُهَا وَأَشْرَفَ عَلَى غُلامٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ أَيْمَنُ , فَقَالَ لَهُ : يَا أَيْمَنُ , أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى , أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ رَاجَعْتُ عَاتِكَةَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهَا يَجْرِي إِلَى مُؤَخِّرِ الدَّارِ وَهُوَ يَقُولُ : أَعَاتِكُ قَدْ طُلِّقْتِ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَرُوجِعْتِ لِلأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنُ كَذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحٌ عَلَى النَّاسِ فِيهِ أُلْفَةٌ وَتُبَايْنُ وَمَا زَالَ قَلْبِي لِلتَّفَرُّقِ طَائِرًا وَقَلْبِي لِمَا قَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سَاكِنُ لِيَهْنِكِ أَنِّي لا أَرَى فِيكِ سَخْطَةً وَأَنَّكِ قَدْ تَمَّتْ عَلَيْكِ الْمَحَاسِنُ فَإِنَّكِ مِمَّن زَيَّنَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَلَيْسَ لِوَجْهٍ زَانَهُ اللَّهُ شَائِنُ قَالَ : وَأَعْطَاهُا حَدِيقَةً لَهُ حِينَ رَاجَعَهَا عَلَى أَلا تَتَزَوَّجْ بَعْدَهُ , فَلَمَّا مَاتَ مِنَ السَّهْمِ الَّذِي أَصَابَهُ بِالطَّائِفِ , أَنْشَأَتْ تَقُولُ : فَلِلَّهِ عَيْنًا مَنْ رَأَى مِثْلَهُ فَتًى أَكَرَّ وَأَحْمَى فِي الْهَيَاجِ وَأَصْبَرَا إِذَا شَرَعَتْ فِيهِ الأَسِنَّةُ خَاضَهَا إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا فَأَقْسَمْتُ لا تَنْفَكُّ عَيْنِي سَخِينَةً عَلَيْكَ وَلا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا مَدَى الدَّهْرِ مَا غَنَّتْ حَمَامَةُ أَيْكَةٍ وَمَا طَرَدَ اللَّيْلُ الصَّبَاحَ الْمُنَوَّرَا فَخَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَتْ : قَدْ كَانَ أَعْطَانِي حَدِيقَةً عَلَى أَلا أَتَزَوَّجَ بَعْدَهُ , قَالَ : فَاسْتَفْتِي , فَاسْتَفْتَتْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ : رُدِّي الْحَدِيقَةَ عَلَى أَهْلِهِ وَتَزَوَّجِي , فَتَزَوَّجَتْ عُمَرَ , فَسَرَّحَ عُمَرُ إِلَى عَدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ , يَعْنِي دَعَاهُمْ , لَمَّا بَنَى بِهَا , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : إِنَّ لِي إِلَى عَاتِكَةَ حَاجَةً أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَهَا إِيَّاهَا , فَقُلْ لَهَا تَسْتَتِرُ حَتَّى أُكَلِّمَهَا , فَقَالَ لَهَا عُمَرُ : اسْتَتِرِي يَا عَاتِكَةُ فَإِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَكِ , فَأَخَذَتْ عَلَيْهَا مُرْطَهَا فَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهَا إِلا مَا بَدَا مِنْ بَرَاجِمِهَا , فَقَالَ يَا عَاتِكَةُ : فَأَقْسَمْتُ لا تَنْفَكُّ عَيْنِي سَخِينَةً عَلَيْكَ وَلا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ فَقَالَ : وَمَا أَرَادَتْ إِلَى أَنْ تَقُولَ مَا لا تَفْعَلُ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ سورة الصف آية 3 وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ فِي نَفْسِي أَحْبَبْتُ وَاللَّهِ أَنْ يَخْرُجَ , فَقَالَ عُمَرُ : مَا حَسَّنَ اللَّهُ فَهُوَ حَسَنٌ , فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ , قَالَتْ تَرْثِيهِ : عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ لا تَمَلِّي عَلَى الإِمَامِ النَّجِيبِ فَجَعَتْنَا الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّلْبِيبِ عِصْمَةِ اللَّهِ وَالْمُعِينِ عَلَى الدَّهْرِ غِيَاثِ الْمُنْتَابِ وَالْمَحْرُوبِ قُلْ لأَهْلِ الضَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ مُوتُوا قَدْ سَقَتْهُ الْمَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ وَقَالَتْ تَرْثِيهِ أَيْضًا : مَنَعَ الرُّقَادَ فَعَادَ عَيْنِي عِيدُ مِمَّا تَضَمَّنَ قَلْبِيَ الْمَعْمُودُ يَا لَيْلَةً حُبِسَتْ عَلَيَّ نُجُومُهَا فَسَهِرْتُهَا وَالشَّامِتُونَ هُجُودُ قَدْ كَانَ يُسْهِرُنِي حَذَارُكِ مَرَّةً فَالْيَوْمَ حُقَّ لِعَيْنِيَ التَّسْهِيدُ أَبْكِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَدُونَهُ لِلزَّائِرِينَ صَفَائِحُ وَصَعِيدُ غَنَّى فِيهِ طُوَيْسٌ خَفِيفَ رَمَلٍ عَنْ حَمَّادٍ وَالْهِشَامِيِّ , فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , فَتَزَوَّجَهَا , فَلَمَّا مَلَكَهَا قَالَ : يَا عَاتِكَةُ , لا تَخْرُجِي إِلَى الْمَسْجِدِ , وَكَانَتِ امْرَأَةً عَجْرَاءَ بَادِنَةً , فَقَالَتْ يَابْنَ الْعَوَّامِ , أَتُرِيدُ أَنْ أَدَعَ لِغَيْرَتِكَ مُصَلًّى صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ فِيهِ ؟ قَالَ : فَإِنِّي لا أَمْنَعُكِ , فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ تَوَضَّأَ وَخَرَجَ , فَقَامَ لَهَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ , فَلَمَّا مَرَّتْ بِهِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَجِيزَتِهَا , فَقَالَتْ : مَالَكَ قَطَعُ اللَّهُ يَدَكَ ! وَرَجَعَتْ , فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ , قَالَ : يَا عَاتِكَةُ , مَا لِي لَمْ أَرَكِ فِي مُصَلاكِ ؟ قَالَتْ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَسَدَ النَّاسُ بَعْدَكَ , الصَّلاةُ الْيَوْمَ فِي الْقَيْطُونِ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي الْبَيْتِ , وَفِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي الْحُجْرَةِ , فَلَمَّا قُتِلَ عَنْهَا الزُّبَيْرُ بِوَادِي السِّبَاعِ رَثَتْهُ فَقَالَتْ : غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسٍ بُهْمَةٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ لا طَائِشًا رَعِشَ اللِّسَانِ وَلا الْيَدِ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقَوبَةَ الْمُتَعَمِّدِ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَّجَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلامُ , فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ خَدَّهُ مِنَ التُّرَابِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ , وَلَعَنَ قَاتِلَهُ وَالرَّاضِي بِهِ يَوْمَ قُتِلَ , وَقَالَتْ تَرْثِيهِ : وَحُسَيْنًا فَلا نَسِيتُ حُسَيْنًا أَقْصَدَتْهُ أَسِنَّةُ الأَعْدَاءِ غَادَرُوهُ بِكَرْبَلاءَ صَرِيعًا جَادَتِ الْمُزْنُ فِي ذُرَى كَرْبَلاءِ ثُمَّ تَأَيَّمَتْ بَعْدَهُ , فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , يَقُولُ : مَنْ أَرَادَ الشَّهَادَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ بِعَاتِكَةَ , وَيُقَالُ : إِنَّ مَرْوَانَ خَطَبَهَا بَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَامْتَنَعَتْ عَلَيْهِ , وَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لأَتَّخِذَ حَمًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.