قَالَ أَبُو عَلِيٍّ : وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ : قَالَ لَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو : كَانَ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ يُكَنَّى أَبَا الْوَلِيدِ ، قَالَ : وَابْنُهُ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، كَانَ مِنْ جِلَّةِ أَصْحَابِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَكَانَ رَفِيعَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ حِمْصَ مِنْ حَرْبِهِ ، وَالطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ ، وَجَّهَ إِلَيْهِمْ عَشَرَةَ رَهْطٍ مِنْهُمْ : يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الأَزْدِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ ابْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ ، وَأَنَّهُمْ لَمَّا قَرِبُوا مِنْهَا لَقِيَتْهُمْ خَيْلُ أَهْلِ حِمْصَ ، وَمَنَعُوهُمْ مِنْ دُخُولِهَا ، وَبَعَثُوا إِلَى أَهْلِ حِمْصَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، وَأَخْرَجَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ كِتَابَ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوَلِيدَ ، فَوَصَفَهُ بِسَيِّئِ أَعْمَالِهِ وَمَا نَقَمَ عَلَيْهِ أَهْلُ بَيْتِهِ ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنْ يَزِيدَ لَيْسَ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا يَدْعُوهُمْ إِلَى الرِّضَى مِنَ الأُمَّةِ ، وَأَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ، وَقَالَ : نَجْتَمِعُ نَحْنُ وَأَنْتُمْ وَنُظَرَاؤُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَنَنْظُرُ لأَنْفُسِنَا ، وَنَخْتَارُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ : فَإِنَّ الَّذِي لا نَرْضَى إِلا بِهِ ، وَلا نُقِرُّ إِلا عَلَيْهِ ، تَوْلِيَةُ وَلِييِّ عَهْدِنَا اللَّذَيْنِ قَدْ بَايَعْنَاهُمَا ، وَرَضِيَتِ الأُمَّةُ بِهِمَا ، فَتَنَاوَلَ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ لِحْيَةَ عَمْرٍو ، فَقَبَضَ عَلَيْهَا ، وَقَالَ : عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ فَنَاءَ عَشِيرَتِي وَضِيعَةَ أَمْرِهِمْ ، وَقَالَ : ذَهَبَ عَقْلُكَ ، وَأَغْلَظَ لَهُ الْقَوْلَ ، وَوَثَبَ الْحِمْصِيُّونَ وَقَالُوا : قَتَلْتُمْ خَلِيفَتَنَا ، لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِلا السَّيْفُ ، وَانْصَرَفُوا إِلَى يَزِيدَ ، فَأَعْلَمُوهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى شُرْطَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَتُوُفِّيَ بِدَارَيَا ، وَلَمْ يُعْقِبْ وَعُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ مِنْ أَفَاضِلِ التَّابِعِينَ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَغَيْرُهُمَا .