وَبِإِسْنَادِهِ ، وَبِإِسْنَادِهِ ، حَدَّثَنِي مَوْلايَ أَنَسٌ ، قَالَ : " كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْدِمَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " قُمْ بِنَا نَدْخُلُ إِلَى سُوْقِ الْمَدِينَةِ ؛ فَنَرْبَحُ وَيُرْبَحُ مِنَّا ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوْقِ ، فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوْقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمًا عَلَى بَيْعِهِ ، يُعَالِجُ مِنْ وَرَاءِ ضَعْفٍ ، فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِقَّةٌ ، فَهَمَّ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُو لَهُ ، إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : لا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ ، فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيُّ ، لا يَدْرِي أَيَّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ ، وَلَمْ يَدْخِلِ السُّوْقَ ، فِكْرُهُ فِي الْجَزَّارِ ، وَبَقِيَ بَاقِيَ يَوْمِهِ وَلَيْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، قُمْ بِنَا نَذْهَبْ إِلَى السُّوقِ ؛ فَنَنْظُرُ أَيْشَ حَدَثَ فِي ذِي اللَّيْلَةِ عَلَي الْجَزَّارِ ، فَقَامَ ، وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوْقِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَيْعِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ أَمْس ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سَرِيرَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ ، إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ ، اللَّهُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ ، فَقَالَ لَهُ : حَبِيبِي جِبْرِيلُ ، أَمْسُ مَنَعَنِي عَنْهُ رَبِّي وَالْيَوُمْ أَمَرَنِي بِهِ . قَالَ : نَعَمْ ، يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ الْجَزَّارَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ دَعَكَتْهُ الْحُمَّى دَعْكًا شَدِيدًا ؛ فَسَأَلَ رَبَّهُ ، وَتَضَرَّعَ ، فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ، فَاقْصُدْهُ يَا مُحَمَّدُ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَبَشِّرْهُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ، فَقَصَدَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَبَشَّرَهُ ، وَانْصَرَفَ ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسٌ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |