ذكر شان ربنا تبارك وتعالى وامره وقضائه


تفسير

رقم الحديث : 71

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ سورة الأعراف آية 54 الآيَةَ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ سورة هود آية 7 الآيَةَ ، فَكَانَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذْ لَيْسَ إِلا الْمَاءُ عَلَيْهِ الْعَرْشُ ، وَعَلَى الْعَرْشِ الْجَلالُ وَالْعِزَّةُ ، وَالسُّلْطَانُ وَالْمُلْكُ وَالْقُدْرَةُ وَالْحِلْمُ ، وَالْعِلْمُ وَالرَّحْمَةُ وَالنِّعْمَةُ ، الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، الأَوَّلُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ شَيْءٌ لِخَلْقِهِ الْخَلْقَ ، وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، الآخِرُ لِبَقَائِهِ بَعْدَ الْخَلْقِ كَمَا كَانَ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ ، الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ فِي عُلُوِّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ فَوْقَهُ ، الْبَاطِنُ لإِحَاطَتِهِ بِخَلْقِهِ ، فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ ، الْقَائِمُ الدَّائِمُ الَّذِيلا يَبِيدُ - سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ - ابْتَدَعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَلَمْ تَكُونَا بِقُدْرَتِهِ ، لَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، وَلَمْ يُشْرِكْهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ بِسُلْطَانِهِ الْقَاهِرِ ، وَقَوْلِهِ النَّافِذِ الَّذِي يَقُولُ بِهِ لِمَا أَرَادَ أَنْ يَكُونَ : كُنْ فَيَكُونُ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ عَظَمَتَهُ وَغِرَّةَ مَنِ اغْتَرَّ بِهِ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ دَعَا مَعَهُ وَلَدًا ، أَوْ جَعَلَ مَعَهُ إِلَهًا : بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { 101 } ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ { 102 } لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام آية 101-103 ، وَكَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النُّورَ وَالظُّلْمَةَ ، ثُمَّ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا ، فَجَعَلَ الظُّلْمَةَ لَيْلًا أَسْوَدَ ، وَجَعَلَ النُّورَ نَهَارًا مُضِيئًا مُبْصِرًا ، ثُمَّ سَمَكَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ مِنْ دُخَانٍ ، يُقَالُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مِنْ دُخَانِ الْمَاءِ ، حَتَّى اسْتُهْلِكْنَ وَلَمْ يُحْبَكْنَ ، وَقَدْ أَغْطَشَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَهَا ، وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ، فَجَرَى فِيهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَيْسَ فِيهَا شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ وَلا نُجُومٌ ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ وَأَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا الأَقْوَاتِ ، وَبَثَّ فِيهَا مَا أَرَادَ مِنَ الْخَلْقِ ، فَفَرَغَ مِنَ الأَرْضِ وَمَا قَدَّرَ فِيهَا مِنْ أَقْوَاتِهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَحُبِكْنَ ، وَجَعَلَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا شَمْسَهَا وَقَمَرَهَا وَنُجُومَهَا ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، فَأَكْمَلَ خَلْقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ ، فَفَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ : ائْتِيَا لِمَا أَرَدْتُ بِكُمَا ، فَاطْمَأَنَّتَا عَلَيْهِ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ، قَالَتَا : أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، ثُمَّ جَعَلَ إِسْرَافِيلَ الْعَظِيمَ الَّذِي أُكْرِمَ بِقُرْبِهِ وَجَعَلَهُمْ حَمَلَةَ عَرْشِهِ أَنْ يَخْلُقَهُمْ ، فَطَوَّقَهُمْ لِحَمْلِهِ ، وَاصْطَفَاهُمْ بِقُرْبِهِ ، فَهُمْ فَوْقَ خَلْقِهِ مِنْ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ ، فَكَانَ مِمَّا وَصَفَهُمْ بِهِ أَهْلُ الْكِتَابِ الأَوَّلِ صِفَةٌ لَمْ نُنْكِرْهَا لِمَعْرِفَتِنَا ثِقَلَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ عَظَمَتِهِ ، وَلِمَا بَلَغَنَا عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صِفَتِهِمْ ، فَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمْ فَجَعَلَ قَرَارَ أَقْدَامِهِمْ عَلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى مِنَ الأَرَضِينَ ، ثُمَّ خَرَجُوا فِي هَوَاءِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ ، حَتَّى خَرَجُوا فِي هَوَاءِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، ثُمَّ فِي هَوَاءِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، ثُمَّ أُصْعِدُوا فَوْقَ ذَلِكَ مِمَّا لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ عُلُوِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِفَةِ صِدْقٍ وَحَقٍّ ، فَقَالَ وَهُوَ يَذْكُرُ غِرَّةَ الْجَاهِلِينَ بِهِ ، وَعِظَمَ شَأْنِهِ ، وَعُلُوَّ مَكَانِهِ : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ سورة المعارج آية 1 ، أَيْ : دَعَا دَاعٍ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ سورة المعارج آية 2 ، مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ سورة المعارج آية 3 إِلَى قَوْلِهِ : فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا سورة المعارج آية 5 فَسُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، لَوْ سُخِّرَ بَنُو آدَمَ فِي مَسَافَةِ مَا بَيْنَ الأَرْضِ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي بِهِ اسْتَقَلَّ عَلَى عَرْشِهِ ، وَجَعَلَ بِهِ قَرَارَهُ مَادُوا إِلَيْهِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعُوهُ ، فَلَيْسَ لِصِفَةِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ حُمِّلُوا ذَلِكَ فَحَمَلُوهُ صِفَةٌ إِلا وَهِيَ أَعْظَمُ مِمَّا وَصَفَهَا بِهِ الْوَاصِفُونَ ، إِلا لِصِفَةِ اللَّهِ الَّتِي وَصَفَ بِهَا جَلالَهُ ، فَيَزْعُمُ أَهْلُ التَّوْرَاةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الأَوَّلِ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةُ أَمْلاكٍ : مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ ، وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " هُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيَّدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَرْبَعَةٍ آخَرِينَ ، فَكَانُوا ثَمَانِيَةً " ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ سورة الحاقة آية 17 .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ

صدوق كثير الخطأ

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.