قصة ذي القرنين وسعة ملكه وتمكين الله له من ارضه وسلطانه


تفسير

رقم الحديث : 851

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : " إِنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ أَتَى عَلَى أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِمَّا يَسْتَمْتِعُ النَّاسُ بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ قَدِ احْتَفُرُوا قُبُورًا ، فَإِذَا أَصْبَحُوا تَعَاهَدُوا تِلْكَ الْقُبُورَ ، فَكَنَسُوهَا وَصَلُّوا عِنْدَهَا ، وَرَعَوْا الْبَقْلَ كَمَا تَرْعَى الْبَهَائِمُ ، وَقَدْ قُيِّضَ لَهُمْ مَعَاشٌ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ ، فَأَرْسَلَ ذُو الْقَرْنَيْنِ إِلَى مَلِكِهِمْ : أَجِبِ الْمَلِكَ ذَا الْقَرْنَيْنِ ، فَقَالَ : مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ ، فَأَقْبَلَ ذُو الْقَرْنَيْنِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ لَتَأْتِيَنِّي ، فَأَبَيْتَ فَهَا أَنَا قَدْ جِئْتُكَ . فَقَالَ لَهُ : لَوْ كَانَتْ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ لأَتَيْتُكَ ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ : مَا لِي أَرَاكُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي رَأَيْتُ ، لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنَ الأُمَمِ عَلَيْهَا ؟ فَقَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : لَيْسَ لَكُمْ دُنْيَا وَلا شَيْءٌ ، أَمَا اتَّخَذْتُمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ؟ فَقَالُوا : إِنَّمَا كَرِهْنَاهُمَا ، لأَنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ مِنْهَا شَيْئًا إِلا تَاقَتْ نَفْسُهُ وَدَعَتْهُ إِلَى أَفْضَلَ مِنْهُمَا ، قَالَ : مَا بَالَكُمُ احْتَفَرْتُمْ قُبُورًا ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ تَعَاهَدْتُمُوهَا ، فَكَنَسْتُمُوهَا وَصَلَّيْتُمْ عِنْدَهَا ؟ قَالُوا : أَرَدْنَا إِذَا نَظَرْنَا إِلَيْهَا ، فَأَمَّلْنَا الدُّنْيَا مَنَعَتْنَا قُبُورُنَا مِنَ الأَمَلِ ، قَالَ : أَرَاكُمْ لا طَعَامَ لَكُمْ إِلا الْبَقْلُ مِنَ الأَرْضِ فَلا اتَّخَذْتُمُ الْبَهَائِمَ مِنَ الأَنْعَامِ مَا حَلَبْتُمُوهَا وَرَكِبْتُمُوهَا ، وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ؟ فَقَالُوا : كَرِهْنَا أَنْ نَجْعَلَ بُطُونَنَا لَهَا قُبُورًا ، وَرَأَيْنَا أَنَّ فِي نَبَاتِ الأَرْضِ بَلاغًا ، وَإِنَّمَا يَكْفِي ابْنَ آدَمَ أَدْنَى الْعَيْشِ مِنَ الطَّعَامِ ، وَإِنَّ مَا جَاوَزَ الْحَنَكَ مِنْهُ لَمْ نَجِدْ لَهُ طَعْمًا كَائِنًا مَا كَانَ مِنَ الطَّعَامِ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مَلِكٌ تِلْكَ الأُمَّةَ بِيَدِهِ خَلْفَ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، فَتَنَاوَلَ جُمْجُمَةً فَقَالَ : يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ ، أَتَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : لا ، وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : هَذَا مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ ، أَعْطَاهُ اللَّهُ سُلْطَانًا عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، فَغَشَمَ وَظَلَمَ ، وَعَتَا ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ حَسَمَهُ بِالْمَوْتِ ، فَصَارَ كَالْحَجَرِ الْمُلْقَى قَدْ أَحْصَى اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ حَتَّى يَجْزِيَهُ فِي آخِرَتِهِ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ جُمْجُمَةً أُخْرَى بَالِيَةً ، فَقَالَ : يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ ، أَتَدْرِي مَنْ هَذَا وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : مَلِكٌ مَلَّكَهُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَهُ قَدْ كَانَ يَرَى مَا يَصْنَعُ الَّذِي قَبْلَهُ بِالنَّاسِ مِنَ الظُّلْمِ ، وَالْغَشْمِ ، وَالتَّجَبُّرِ فَتَوَاضعَ لِلَّهِ وَخَشَعَ لِلَّهِ ، وَعَمِلَ بِالْعَدْلِ فِي أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، فَصَارَ كَمَا تَرَى قَدْ أَحْصَى اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ حَتَّى يَجْزِيَهُ فِي آخِرَتِهِ ، ثُمَّ أَهْوَى إِلَى جُمْجُمَةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، فَقَالَ : وَهَذِهِ الْجُمْجُمَةُ كَأَنْ قَدْ كَانَتْ كَهَاتَيْنِ ، فَانْظُرْ يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ : هَلْ لَكَ فِي صُحْبَتِي ، فَأَتَّخِذَكَ أَخًا وَوَزِيرًا ، وَشَرِيكًا فِيمَا آتَانِيَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ هَذَا الْمَالِ ؟ قَالَ : مَا أَصْلُحُ أَنَا وَأَنْتَ فِي مَكَانٍ ، وَلا أَنْ نَكُونَ جَمِيعًا . قَالَ ذُو الْقَرْنَيْنِ : وَلِمَ ؟ قَالَ : مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ لَكَ عَدُوٌّ وَلِي صَدِيقٌ ، قَالَ : وَعَمَّ ذَلِكَ ؟ قَالَ : يُعَادُونَكَ لِمَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْمُلْكِ وَالْمَالِ ، وَلا أَجِدُ أَحَدًا يُعَادِينِي لِرَفْضِي ذَلِكَ ، وَلِمَا عِنْدِي مِنَ الْحَاجَةِ وَقِلَّةِ الشَّيْءِ ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.