ذكر الجن وخلقهن


تفسير

رقم الحديث : 1033

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثُمَامَةَ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ ، قَالَ : " أَصَابَ جَارِيَةً عَجَمِيَّةً شَيْءٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَكَانَتْ تَسْقُطُ ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا هَذَا عَمَدْتَ إِلَى جَارِيَةٍ لَنَا فَآذَيْتَنَا بَأَذَاكَ إِيَّاهَا ، قَالَ : فَتَكَلَّمَتِ الْجَارِيَةُ بِكَلامٍ فَصِيحٍ ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ : إِنَّمَا أَرَادَ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَائِنَا أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا ، فَمَنَعْتُهُ بِدُخُولِي ، وَأَنَا خَارِجٌ عَنْهَا وَلَسْتُ أَعُودُ ، وَلَكِنْ يَا أَحْمَدُ إِذَا قُمْتَ بِاللَّيْلِ تُرِيدُ الْوُضُوءَ لِلصَّلاةِ ، فَلا تَضَعْ يَدَكَ عَلَى الْحَائِطِ ، فَإِنَّكَ تَضَعُهَا عَلَى بَعْضِنَا ، فَتُؤْذِينَا وَمُرْ أُخْتَكَ فُلانَةً لا تَنْكَشِفْ بِاللَّيْلِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ أَوْلَيْتَنَا مَعْرُوفًا ، فَعَلِّمْنَا شَيْئًا نَحْتَرِزُ بِهِ مِنْكُمْ ، قَالَ : ائْتُونِي بِدَاوَةٍ وَقِرْطَاسٍ ، فَقَالَ : عَلَيَّ بِدَاوَةٍ وَقِرْطَاسٍ ، قَالَ : اكْتُبْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ ، وَوَضَعَ الأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، وَأَجْرَى الْبِحَارَ ، وَأَظْلَمَ اللَّيْلَ ، وَأَضَاءَ النَّهَارَ وَخَلَقَ مَا يُرَى ، وَمَا لا يُرَى لَمْ يَحْتَجْ فِيهِ إِلَى عَوْنِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، وَفَرَّقَ الأَدْيَانَ ، فَجَعَلَ أَخَصَّ الأَدْيَانِ الإِسْلامَ ، فَسُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأنَكَ لِمَنْ تَفَكَّرَ فِي قُدْرَتِكَ ، عَلَوْتَ بِعُلَوِّكَ ، وَدَنَوْتَ بْدُنُوِّكَ ، وَقَهَرْتَ خَلْقَكَ بِسُلْطَانِكَ ، فَالْمُعَادِي لَكَ مِنْهُمْ فِي النَّارِ ، وَالْمُذَلِّلُ لَكَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ ، وَضَمِنْتَ الإِجَابَةَ ، أَنْتَ الْقَوِيُّ فَلا أَحَدَ أَقْوَى مِنْكَ ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ فَلَيْسَ أَحَدٌ أَرْحَمَ مِنْكَ ، رَحِمْتَ يُوسُفَ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْجُبِّ ، وَرَحِمْتَ يَعْقُوبَ ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ، وَرَحِمْتَ أَيُّوبَ فَكَشَفْتَ عَنْهُ بَلاءَهُ ، وَرَحِمْتَ يُونُسَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ ، أَسْأَلُكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ ، لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ ، يَا قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ ، وَيَا دَيَّانَ الدِّينِ الَّذِي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَيَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ ، قَضَيْتَ لِخَلْقِكَ عَلَى أَنْ يَمُرُّوا عَلَى أَدَقِّ مِنَ الشَّعْرِ ، وَأَحَدِّ مِنَ السَّيْفِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ ، فَأَنَقَذْتَ مَنْ شِئْتَ ، وَأَغْرَقْتَ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، أَنْتَ ابْتَلَيْتَ فُلانَ ابْنَ فُلانَةَ بِهَذِهِ الأَوْجَاعِ وَالأَسْقَامِ وَالرِّيَاحِ ، وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الذَّهَابِ بِهِ فَاذْهَبْ بِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً سورة البقرة آية 171 ، إِلَى قَوْلِهِ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ سورة البقرة آية 171 ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ سورة المائدة آية 114 ، إِلَى قَوْلِهِ الرَّازِقِينَ سورة المائدة آية 114 ، قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى سورة الإسراء آية 110 ، إِلَى قَوْلِهِ سَبِيلا سورة الإسراء آية 110 ، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا سورة الإسراء آية 111 إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا سورة مريم آية 22 إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ سورة مريم آية 35 ، ثُمَّ يَقْرَأُ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ سورة الأعراف آية 54 إِلَى قَوْلِهِ مِنَ الْمُحْسِنِينَ سورة الأعراف آية 56 ثُمَّ تَعْمِدُ إِلَى كُوزِ حَدِيدٍ فِيهِ مَاءٌ عَذْبٌ ، وَتَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ ، وَتَقْرَأُ هَذَا الْقُرْآنَ فِي الْكُوزِ ، وَتَسْتَأمِنُ بِهِ النَّظَرَ وَالْجُنُونَ ، وَمَنْ كَانَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَتَسْقِيهِ جَرْعَةً وَجَرْعَتَيْنِ ، ثُمَّ تَأْخُذُ كَفًّا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، فَتَنْضَحَِهِ به وَجْهَهُ ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ مَا بِهِ عَنْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى " .

الرواه :

الأسم الرتبة