حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْفَرَسَ ، قَالَ لِلرِّيحِ الْجَنُوبِ " إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عِزًّا لأَوْلِيَائِي ، وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي ، فَقَبَضَ مِنَ الرِّيحِ قَبْضَةً ، فَخَلَقَ مِنْهَا فَرَسًا " ، فَقَالَ : " سَمَّيْتُكَ فَرَسًا ، وَجَعَلْتُكَ عَرَبِيًّا ، الْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيكَ ، وَالْغِنَى مَعَكَ حَيْثُ كُنْتَ ، أَرْعَاكَ بِسَعَةِ الرِّزْقِ عَلَى غَيْرِكَ مِنَ الدَّوَابِّ ، وَجَعَلْتُكَ لَهَا سَيِّدًا ، وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ ، وَأَنْتَ لِلطَّلَبِ وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ ، وَسَأَحْمِلُ عَلَيْكَ عِبَادًا لِي يُسَبِّحُونِي ، فَتُسَبِّحُنِي مَعَهُمْ إِذَا سَبَّحُوا ، وَيُهَلِّلُونِي ، فَتُهِلِّلُنِي مَعَهُمْ إِذَا هَلَّلُوا ، وَيُكَبِّرُونِي ، فَتُكَبِّرُنِي مَعَهُمْ إِذَا كَبَّرُوا " ، فَلَمَّا صَهَلَ الْفَرَسُ ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " بَارَكْتُ عَلَيْكَ ، أَرْهِبُ بِصَهِيلِكَ الْمُشْرِكِينَ أَمْلأُ مِنْهُ آذَانَهُمْ ، وَأُرْعِبُ مِنْهُ قُلُوبَهُمْ ، وَأُذِلُّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ " . فَلَمَّا عُرِضَ الْخَلْقُ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " يَا آدَمُ اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَنْ أَحْبَبْتَ ، فَاخْتَارَ الْفَرَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ بَاقِيًا مَا بَقَوْا ، تُنْتِجُ لأَوْلادِكَ أَوْلادًا فَيَرْكَبُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا " . قَالَ وَهْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَمَا مِنْ تَسْبِيحَةٍ ، وَلا تَهْلِيلَةٍ ، وَلا تَكْبِيرَةٍ مِنْ رَاكِبٍ الْفَرَسَ إِلا وَالْفَرَسُ يَسْمَعُهَا وَيُجِيبُهَا بِمِثْلِ قَوْلِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |