حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبًا ، رحمه الله ، يَقُولُ : " إِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضَ وَالْبِحَارَ لَفِي الْهَيْكَلِ ، وَإِنَّ الْهَيْكَلَ لَفِي الْكُرْسِيِّ ، وَسُئِلَ وَهْبٌ : مَا الْهَيْكَلُ ؟ قَالَ : شَيْءٌ مِنْ أَطْرَافِ السَّمَاوَاتِ مُحْدِقٌ بِالأَرْضِينَ ، وَالْبِحَارِ كَأَطْنَابِ الْفُسْطَاطِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ وَهْبًا ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، يَقُولُ : قَالَ عُزَيْرٌ : اللَّهُمَّ بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ ، فَأَتَى عَلَى مَشِيئَتِكَ لَمْ تَأْتِ فِيهِ مُؤْنَةً ، وَلَمْ تَنْصَبْ فِيهِ نَصَبًا كَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ ، وَالظُّلْمَةُ عَلَى الْهَوَاءِ ، وَالْمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ ، وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ ، وَالْخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لا يُرَى فِيهِ نُورٌ إِلا نُورَكَ ، وَلا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إِلا صَوْتَكَ ، ثُمَّ فَتَحْتَ خَزَائِنَ النُّورِ ، وَطَرِيقَ الظُّلْمَةِ ، وَكَانَ لَيْلا وَنَهَارًا يَخْتَلِفَانِ بِأَمْرِكَ ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ ، فَجَمَدَ فِي وَسَطِ الْهَوَاءِ ، فَجَعَلْتَ مِنْهُ سَبْعًا سَمَّيْتَهُنَّ السَّمَاوَاتِ ، وَمَلائِكَتُكَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَى ذَلِكَ ، وَلا مُسْتَأْنِسٍ بِهِمْ ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ فَانْفَتَقَ مِنَ التُّرَابِ ، وَأَمَرْتَ التُّرَابَ أَنَ يَتَمَيَّزَ مِنَ الْمَاءِ ، فَكَانَ كَذَلِكَ ، فَسَمَّيْتَ جَمِيعَ ذَلِكَ الأَرَضِينَ ، وَجَمِيعَ الْمَاءِ الْبِحَارَ ، ثُمَّ زَرَعْتَ فِي أَرْضِكَ كُلَّ نَبَاتٍ فِيهَا بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فِي تُرَابٍ وَاحِدٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ، فَجَاءَ عَلَى مَشِيئَتِكَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ، وَلَوْنُهُ ، وَرِيحُهُ ، وَطَعْمُهُ مِنْهُ الْحُلْوُ ، وَمِنْهُ الْحَامِضُ وَالْمُرُّ ، وَالطَّيِّبُ رِيحُهُ ، وَالْمُنْتِنُ ، وَالْقَبِيحُ ، وَالْحَسَنُ ، ثُمَّ خَلَقْتَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ، وَالْقَمَرَ نُورًا ، وَالنُّجُومَ ضِيَاءً ، ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ دَوَابَّ الْمَاءِ ، وَطَيْرَ السَّمَاءِ ، فَخَلَقْتَ مِنْهَا أَعْمَى بَصَّرْتَهُ ، وَمِنْهَا أَصَمَّ أُذُنٍ فَسَمَّعْتَهُ ، وَمِنْهَا مَيِّتُ أَنْفُسٍ أَحْيَيْتَهُ خَلَقْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ، مِنْهُ مَا عَيْشُهُ الْمَاءُ ، وَمِنْهُ مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَى الْمَاءِ خَلْقًا مُخْتَلِفًا فِي الأَجْسَامِ ، وَالأَلْوَانِ جَنَّسْتَهُ أَجْنَاسًا ، وَزَوَّجْتَهُ أَزْوَاجًا ، وَخَلَقْتَهُ أَصْنَافًا ، وَأَلْهَمْتَهُ الَّذِي لَهُ خَلَقْتَهُ ، ثُمَّ خَلَقْتَ مِنَ التُّرَابِ ، وَالْمَاءِ دَوَابَّ الأَرْضِ ، وَمَاشِيَتَهَا وَسِبَاعَهَا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ، وَمِنْهُمُ الْعَظِيمُ ، وَالصَّغِيرُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " .