ما ذكر من عباد الله عز وجل في ارضه وما خصم به من النعم


تفسير

رقم الحديث : 922

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى غَالِبُ بْنُ فَرْقَدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ نَهْشَلٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " لَمَّا نَفَخَ اللَّهُ تَعَالَى فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ الرُّوحَ ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ أَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ ظَهْرِهِ ، فَأَفَاضَهُمْ إِفَاضَةَ الْقِدَاحِ كَالذَّرِّ بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَنْطَقِينَ نَاطِقِينَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، أَنَّهُ رَبُّهُمْ كُلٌّ يَدْعُوهُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ ، فَأَسْكَنَهُمَا الْجَنَّةَ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ أَحْسَنَ مِنْهُمَا ، وَكَانَتْ حَوَّاءُ أَحْسَنَ مِنْ آدَمَ ، وَعَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ تَاجٌ مُشَرَّجٌ بِاللُّؤْلُؤِ مَنْظُومٌ بِالزُّمُرُّدِ وَالْيَاقُوتِ ، وَعَلَى حَوَّاءَ نَقَارِسُ الزَّبَرْجَدِ وَالْحُلِيُّ ، فَأَصْلُ التَّاجِ لِلرِّجَالِ مِنْ آدَمَ ، وَالنَّقَارِسُ وَالْحُلِيُّ لِلنِّسَاءِ مِنْ حَوَّاءَ ، وَكَانَ لِبَاسُهُمَا الظُّفُرَ عَلَيْهِ شُعَاعُ نُورٍ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ ، فَحَسَدَهُمَا إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَاحْتَالَ لَهُمَا ، فَلَمَّا انْقَضَى الْقَدَرُ أَمَرَهُ تَهَيَّأَ لِحَوَّاءَ فِي جَوْفِ الْحَيَّةِ ، فَأَرَاهَا أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ ، فَقَالَتْ حَوَّاءُ : إِنَّ هَذِهِ لَمَعْصِيَةٌ فَلِمَ تَأْكُلُ مِنْهَا يَا إِبْلِيسُ ؟ فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ : لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ أَطْيَبُ مِنْهَا ، وَآكِلُهَا مُخَلَّدٌ ، وَإِنَّمَا مَنَعَكُمَا رَبُّكُمَا لِطِيبِهَا ، وَخُلُودِهَا فَقَاسَمَهُمَا لَئِنْ أَكَلْتِ لَتَخْلُدِنَّ ، وَإِنِّي لَكُمَا لِمَنَ النَّاصِحِينَ ، فَأَكَلَتْ ، ثُمَّ أَتَتْ آدَمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : كُلْ فَقَدْ أَكَلْتُ ، فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ رَبِّي أَنْ أَعْصِيَهُ ، فَلَمْ تَزَلْ تُرَاوِدُهُ وَالْحَيَّةُ ، حَتَّى أَخَذَتْ ثَلاثَ حَبَّاتٍ ، فَأَكَلَهَا وَأَتْبَعَتْهَا حَوَّاءُ بِسَبْعٍ ، فَصَارَتْ عَشْرَ حَبَّاتٍ ، فَلَمَّا أَلْقَاهَا فِي فِيهِ نَادَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَا آدَمُ ، فَأَتْبَعَ التَّلْبِيَةَ ثَلاثًا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَأَلْقَى السَّبْعَ مِنْ فِيهِ ثُمَّ نَكَّسَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقَالَ : أَسْتَحِي مِنْكَ لِعِصْيَانِي يَا رَبِّ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَخْلُقْكَ بِيَدِيَّ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لِمَلائِكَتِي تَسْجُدُ لَكَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : أَلَمْ تَكُنْ جَارِيًا فِي بُحْبُوحَةِ جَنَّتِي ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَعْصِيَتِي ؟ قَالَ : حَوَّاءُ سَوَّلَتْ لِي يَا رَبِّ ، قَالَ : اخْرُجْ مِنْ جِوَارِي ، فَبِي حَلَفْتُ لا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي ، فَأَمَرَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِإِخْرَاجِهِ ، وَنَزْعِ كَرَامَتِهِ مِنْهَا ، فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ مُكِبٌّ عَلَى وَجْهِهِ ، فَقَالَ : يَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَانْزَعْ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ ، وَاخْرُجْ مِنْ جِوَارِهِ فَذَهَبَ يَرْفَعُ رُأْسَهُ فَتَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ ، فَقَالَ : الْعَفْوَ الْعَفْوَ ، يَا أَهْلَ الْعَفْوِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهَا ، ثُمَّ وَضَعَ جَبْرَئِيلُ عَنْهُ التَّاجَ ، وَنَزَعَ مِنْهُ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَتَعَرَّى هُوَ وَحَوَّاءُ بَعْدَ نَزْعِ جَبْرَئِيلَ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، مِنْهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ، فَحَفَزَهُمَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِالْحِرَابِ مِنْ غَيْرِ طَعْنٍ عَنِ الْجَنَّةِ ، فَهَبَطَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي سَاحِلِ الْهِنْدِ ، وَهَبَطَتْ حَوَّاءُ فِي سَاحِلِ مَكَّةَ ، فَوَقَعَا يَبْكِيَانِ وَيَنُوحَانِ ، وَأَصْلُ الْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ مِنْهُمَا ، لِمَا نَابَهُمَا يَسْمَعُ بَعْضُهُمَا بَعْضًا ، وَتَبْكِي الْمَلائِكَةُ لِبُكَائِهِمَا ، وَتَحْزَنُ لِحُزْنِهِمَا ، وَالْجَنَّةُ تَدْنُو اشْتِيَاقًا إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا : " يَا آدَمُ ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ تَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ؟ " قَالَ : صَدَقْتَ يَا رَبِّ ، قَالَ : " خَلَقْتُكَ وَأَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي ، وَضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي ، وَنَسِيتَ عَهْدِي ، فَمَنْ عَصَانِي مِنْ وَلَدِكَ فَلا يَسْتَنْكِرَنَّ نِعْمَتِي ، فَوَعِزَّتِي لَوْ مَلأْتُ الأَرْضَ رِجَالا كُلُّهُمْ مِثْلُكَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ، ثُمَّ عَصَوْنِي لأَنْزَلْتُهُمْ مَنَازِلَ الْعَاصِينَ ، إِلا أَنْ تَدَارَكَهُمْ رَحْمَتِي إِنِّي قَدْ رَحِمْتُ بُكَاءَكَ ، سَمِعْتُ نِدَاءَكَ ، وَأَنَا الرَّبُّ حَقًّا ، أَقْبَلُ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ ، وَأَرْحَمُ تَضَرُّعَ الْمُتَضَرِّعِينَ ، فَفَزِعَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى كَلِمَةِ الإِخْلاصِ " فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، إِنِّي عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَحَيَّاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا آدَمُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَيَّاكَ وَبَيَّاكَ ، فَضَحِكَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَصْلُ الضَّحِكِ مِنْ آدَمَ وَلَمْ يَضْحَكْ بَعْدَهَا حَتَّى مَاتَ ، فَقَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ أَفِي سَخَطِكَ أَضْحَى فِي دَارِ الْبَلاءِ أَمْ فِي رِضَاكَ ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " بَلْ فِي رِضَائِي عَفَوْتُ بِقُدْرَتِي وَتَجَاوَزْتُ بِعَفْوِي ، قَالَ : يَا رَبِّ أَوْصِنِي ، قَالَ : قَدْ أَوْصَيْتُكَ يَا آدَمُ فَضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي ، وَنَسِيتَ عَهْدِي ، قَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ غَلَبَ عَلَيَّ قَضَاؤُكَ ، وَانْتَهَيْتُ إِلَى قَدْرِكَ فَأَوْصِنِي إِذْ ضَيَّعْتُ ، وَمُرْنِي إِذْ نَسِيتُ ، قَالَ : آمُرُكَ يَا آدَمُ أُوصِيكَ خِلالا فِيهِنَّ جِمَاعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، وَاحِدَةٌ لِي وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَأَمَّا الَّتِي لِي تَعْبُدُنِي لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ مَا عَمِلْتَ مِنْ عَمَلٍ أَوْفَيْتُكَ أَجْرَهُ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الإِجَابَةُ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ تُحِبُّ لَهُمْ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ، قَالَ آدَمُ : لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ كُلُّ قَضَائِكَ عَدْلٌ ، وَكُلُّ أَمْرِكَ بُرْهَانٌ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَآوِنِي ، وَتُبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْنِي ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا آدَمُ ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَهُمَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَا بِجَمْعٍ ، قَالَ آدَمُ : يَا حَوَّاءُ ، جُعْتُ فَاشْتَهَيْتُ الطَّعَامَ ، قَالَتْ حَوَّاءُ : مِنْ أَيْنَ هَاهُنَا الطَّعَامُ ؟ إِنَّمَا الطَّعَامُ فِي الْجَنَّةِ فَنَظَرَتْ ، فَإِذَا الْجِنُّ يَخْتَبِزُونَ وَيَأْكُلُونَ ، وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ خَلَقَ الْجَانَّ أَبَا الْجِنِّ ، قَبْلَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَصَنَعَتْ كَمَا صَنَعُوا ، فَأَكَلا وَشَرِبَا ، فَشَكَتْ بُطُونُهُمَا حَتَّى تَبَرَّزَا ، فَقَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ : لَيْسَ لِي فِي الدُّنْيَا حَاجَةٌ إِنْ لَمْ يُعَجِّلْنِي رَبِّي إِلَى الْجَنَّةِ ، فَطَالَ حُزْنِي عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا ، ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ : احْجُجْ بِنَا يَا آدَمُ فَحَجَّ مُسْتَغِيثًا بِالْبَيْتِ ، فَلَمَّا قَضَى نُسُكَهُ ، قَالَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ : بَرَّ حَجُّكَ يَا آدَمُ قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَمْ يَقْرَبْ آدَمُ ، حَوَّاءَ وَلَمْ يَمَسَّهَا ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى نَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَأَتْبَعَ التَّلْبِيَةَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعَمِّرَ بِلادِي مِنْ نَسْلِكَ ، فَكَانَ آدَمُ يَأْتِي حَوَّاءَ بِالْغَدَاةِ وَتَضَعُ بِالْعَشِيِّ تَوْأَمَيْنِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

الضَّحَّاكِ

ثقة

نَهْشَلٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.