قصة ذي القرنين وسعة ملكه وتمكين الله له من ارضه وسلطانه


تفسير

رقم الحديث : 847

حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُسْتُمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ : " أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ فِي بَعْضِ مَسِيرِهِ مَرَّ بِقَوْمٍ قُبُورُهُمْ عَلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ ، وَإِذَا ثِيَابُهُمْ لَوْنٌ وَاحِدٌ ، وَرِقَاعُهَا وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا هُمْ رِجَالٌ كُلُّهُمْ لَيْسَ فِيهِمُ امْرَأَةٌ ، فَتَوَسَّمَ رَجُلا مِنْهُمْ ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُهُ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسِيرِي ! قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ فَوَصَفَ لَهُ مَا رَأَى مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَمَّا هَذِهِ الْقُبُورُ الَّتِي عَلَى أَبْوَابِنَا ، فَإِنَّا جَعَلْنَاهَا مَوْعِظَةً لِقُلُوبِنَا تَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ أَحَدِنَا الدُّنْيَا فَيَخْرُجُ ، فَيَرَى الْقُبُورَ ، فَيَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ فَيَقُولُ : إِلَى هَذَا الْمَصِيرِ ، وَإِلَيْهَا صَارَ مَنْ قَبْلِي ، وَأَمَّا هَذِهِ الثِّيَابُ ، فَإِنَّهُ لا يَكَادُ الرَّجُلُ يَلْبَسُ ثِيَابًا أَحْسَنَ مِنْ ثِيَابِ صَاحِبِهِ إِلا رَأَى فَضْلا عَلَى جَلِيسِهِ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : إِنَّكُمْ رِجَالٌ كُلُّكُمْ لَيْسَ مَعَكُمْ نِسَاءٌ فَلَعَمْرِي ، فَلَقَدْ خُلِقْنَا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، وَلَكِنَّ هَذَا الْقَلْبَ لا يُشْغَلُ بِشَيْءٍ إِلا اشْتَغَلَ بِهِ ، فَجَعَلْنَا نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا فِي قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَّا ، فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ مَا يُرِيدُ الرَّجُلَ أَتَاهَا ، فَكَانَ مَعَهَا اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَا هَا هُنَا ، وَإِنَّا جَعَلْنَا هَذِهِ لِلْعِبَادَةِ . قَالَ : فَمَا كُنْتُ لأَعِظُكُمْ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا وَعَظْتُمْ بِهِ أَنْفُسَكُمْ ، سَلْنِي مَا شِئْتَ . قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ذُو الْقَرْنَيْنِ ، قَالَ : مَا أَسْأَلُكَ وَأَنْتَ لا تَمْلِكُ شَيْئًا ؟ قَالَ : وَكَيْفَ وَقَدْ آتَانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ؟ قَالَ : لا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَأْتِيَنِي مَا لَمْ يُقَدَّرْ إِلَيَّ ، وَلا تَصْرِفُ مَا قَدَّرَهُ عَلِيَّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة