ذَكَرَ أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ ، حَمَلَهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، فَرُفِعَتْ لَهُ الأَرْضُ جَمِيعًا حَتَّى رَآهَا ، وَقَالَ : هَذِهِ كُلُّهَا لَكَ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ كَيْفَ أَعْلَمُ مَا فِيهَا ؟ فَجَعَلَ لَهُ النُّجُومَ ، فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَ نَجْمَ كَذَا وَكَذَا كَانَ كَذَا ، وَإِذَا رَأَيْتَ نَجْمَ كَذَا كَانَ كَذَا ، قَالَ : فَجَعَلَ يُعَلِّمُ ذَلِكَ بِالنُّجُومِ ، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِرْآةً مِنَ السَّمَاءِ يَرَى بِهَا مَا عَلَى الأَرْضِ ، حَتَّى إِذَا مَاتَ آدَمُ عَمَدَ إِلَيْهَا شَيْطَانٌ ، يُقَالُ لَهُ يَقْطُسُ ، فَكَسَرَهَا وَبَنِي عَلَيْهَا مَدِينَةً بِالْمَشْرِقِ ، يُقَالُ لَهَا جَابَرْتُ ، فَكَانَ سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا سَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ : أَخَذَهَا يَقْطُسُ ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْهَا ، فَقَالَ : هِيَ تَحْتَ أَوَاسِيِّ جَابَرْتَ ، قَالَ : فَائْتِنِي بِهَا ، قَالَ : وَمَنْ يَهْدِمُهَا ؟ قَالُوا لِسُلَيْمَانَ قُلْ أَنْتَ ، فَقَالَ : " أَنْتَ فَأُتِيَ بِهَا سُلَيْمَانُ ، فَكَانَ يَجْمَعُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ يَشُدُّهَا مِنْ أَوْطَارِهَا بِسَيْرٍ ، ثُمَّ يَنْظُرُ فِيهَا حَتَّى هَلَكَ سُلَيْمَانُ ، فَوَثَبَتْ عَلَيْهَا الشَّيَاطِينُ ، فَذَهَبَتْ بِهَا وَبَقِيَتْ مِنْهَا كِسْرَةٌ فَتَوَارَثَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ ، حَتَّى صَارَتْ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ ، فَأُتِيَ بِهَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فَكَانَ يَحُكُّهَا ، ثُمَّ يَجْعَلُهَا عَلَى مِرْآةٍ أُخْرَى فَيَرَى فِيهَا مَا يَكْرَهُ ، فَرَمَى بِهَا وَضَرَبَ عُنُقَ رَأْسِ الْجَالُوتِ ، وَدَفَعَهَا إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فَجَعَلَتْهَا فِي كُرْسُفَةٍ ، ثُمَّ جَعَلَهَا فِي حَجَرٍ ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو جَعْفَرٍ سَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ هِيَ عِنْدَ فُلانَةَ ، فَطَلَبَهَا حَتَّى وَجَدَهَا ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ فَكَانَ يَحُكُّهَا وَيَجْعَلُهَا عَلَى مِرْآةٍ أُخْرَى ، فَيَرَى فِيهَا فَكَانَتْ فِي يَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |