حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : رَجُلانِ مِنْ أَشْجَعَ أَتَيَا عَرُوسًا لَهُمَا ، حَتَّى إِذَا كَانَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِذَا بِامْرَأَةٍ ، فَقَالَتْ : مَا تُرِيدُونَ ؟ قَالا : عَرُوسًا لَنَا نُجَهِّزُهَا ، قَالَتْ : إِنَّ لِي بِذَلِكَ عِلْمًا بِأَمْرِهَا كُلِّهِ ، فَإِذَا فَرَغْتُمَا فَمُرَّا عَلَيَّ ، فَلَمَّا فَرَغَا مَرَّا عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : إِنِّي مُتَّبِعَتُكُمَا فَحَمَلاهَا عَلَى أَحَدِ بَعِيرَيْهِمَا ، وَجَعلا يَعْتَقِبَانِ حَتَّى إِذَا أَتَوْا كُثْبًا مِنْ رَمْلٍ ، قَالَتْ : إِنَّ لِي حَاجَةً فَأَنَاخَا لَهَا فَانْتَظَرَاهَا سَاعَةً ، وَأَبْطَأَتْ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا فِي أَثَرِهَا فَأَبْطَأَ ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُهُمَا فَإِذَا أَنَا بِهَا عَلَى بَطْنِهِ تَأكُلُ كَبِدَهُ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَجَعْتُ فَرَكِبْتُ ، فَأَخَذْتُ الطَّرِيقَ وَأَسْرَعْتُ فَاعْتَرَضَتْنِي ، فَقَالَتْ لَقَدْ أَسْرَعْتَ ، قَالَ : رَأَيْتُكِ أَبْطَاتِ ، قَالَ : فَرَأَتْنِي أَنْقَبِضُ ، فَقَالَتْ : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا شَيْطَانًا ظَالِمًا جَائِزًا ، قَالَتْ : أَفَلا أُخْبِرُكَ بِدُعَاءٍ إِنْ أَنْتَ دَعَوْتَ بِهِ عَلَيْهِ أَهْلَكْتَهُ ، وَأَخَذَ لَكَ حَقَّكَ مِنْهُ ، قُلْتُ : مَا هُوَ ؟ قَالَتْ : قُلُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ ، أَنْتَ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، تَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ حَقَّهُ ، خُذْ لِي حَقِّي مِنْ فُلانٍ فَإِنَّهُ ظَلَمَنِي ، فَقُلْتُ : رُدِّيهَا عَلَيَّ ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُ فَقُلْتُهَا ، وَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظَلَمَتْنِي ، وَأَكَلَتْ أَخِي فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَوْأَتِهَا فَشَقَّتْهَا اثْنَتَيْنِ ، فَوَقَعَتْ شِقَّةٌ مِنْ هَاهُنَا وَشِقَّةٌ هَاهُنَا ، هِيَ السَّعَلا مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ يَأَكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |