مرداس الاصبهاني


تفسير

رقم الحديث : 3

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ , قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , قَالَ : ثنا شَاذَّةُ بْنُ الْمِسْوَرِ , قَالَ : ثنا نُصَيْرُ بْنُ الْأَزْهَرِ , قَالَ : ثنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّاجِيُّ , قَالَ : وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : " زَعَمَ بِأَنَّ نَمْرُوذَ بْنَ كَنْعَانَ كَتَبَ فِي الْبِلادِ يَسْتَمِدُّهُمْ لِمُحَارَبَةِ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَأَجَابُوهُ كُلُّهُمْ إِلا أَهْلَ أَصْبَهَانَ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا : نَحْنُ لا طَاقَةَ لَنَا بِمُحَارَبَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَوْ قَالَ : رَبِّ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَشَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُمْ ، فَطَيَّبَ مَاءَهُمْ ، وَطَيَّبَ فَوَاكِهَهُمْ وَطَيَّبَ هَوَاءَهُمْ " . وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ رُسْتُمَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَرْعُودَسْتَةَ , قَالَ : ثنا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ أُخْتِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ الْهُجَيْمِيُّ ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حُمَيْدِ , ابْنِ أَخِي عُرْوَةَ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، يَقُولُ : " سَارَ ذُو الْقَرْنَيْنِ فِي طَلَبِ مَاءِ الْحَيَوَانِ , فَطَافَ الدُّنْيَا بِشَرْقِهَا وَغَرْبِهَا ، فَأَخَذَ عَلَى الْبَرِّ , ثُمَّ رَجَعَ عَلَى الْبَحْرِ ، فَبَلَغَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَدَعْ مَدِينَةً إِلا دَخَلَهَا عَنْوَةً أَوْ صُلْحًا ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْبَهَانَ ، وَدَخَلَ مَدِينَتَهَا فَلَمْ يَنْزِلْ فِيهَا وَخَرَجَ عَنْهَا ، حَتَّى بَلَغَ بَابَهَا الشَّرْقِيَّ ، ثُمَّ دَعَا الْفَعَلَةَ ، فَقَالَ : احْفِرُوا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ حُفْرَةً حَتَّى تَبْلُغُوا إِلَى الْمَاءِ ، فَحَفَرُوا خَارِجَ الْبَابِ حُفْرَةً ، حَتَّى بَلَغُوا الْمَاءَ فِي سَاعَةٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى دَابَّتِهِ ، فَقَالُوا : قَدْ بَلَغْنَا الْمَاءَ ، فَقَالَ : اكْبِسُوهَا وَرُدُّوا مَا أَخَرَجْتُمْ مِنْهَا فِي مَوْضِعِهِ ، حَتَّى تُعِيدُوهَا كَمَا كَانَ , فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَمْ يَرْمِ مَا أُخْرِجَ وَاحْتَاجَ إِلَى زِيَادَةٍ ، فَقَالُوا : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، قَدْ رَدَدْنَا مَا حَفَرْنَا مِنْهُ إِلَى الْمَوْضِعِ فَلَمْ تَسْتَوِ الْحُفْرَةُ وَلا رَجَعَتْ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ مَدِينَةٌ قَحْطِيَّةٌ لا تَخْلُو مِنْ قَحْطِ الْمَطَرِ وَالسِّعْرِ الْغَالِي , ثُمَّ ارْتَحَلَ عَنْهَا مِنْ سَاعَتِهِ وَمَضَى " ، وَسَمِعْتُ الطَّحَّانَ يَحْكِي مِرَارًا كَثِيرَةً ، قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ زُغْبَةَ بِمِصْرَ : " بَلَغَنِي يَا أَهْلَ أَصْبَهَانَ أَنَّ سَهْلَكُمْ زَعْفَرَانُ , وَجَبَلَكُمْ عَسَلٌ ، وَلَكُمْ فِي كُلِّ دَارٍ عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ , فَقُلْتُ : كَذَلِكَ بَلَدُنَا ، فَقَالَ : لا أُصَدِّقُ هَذَا , هَذِهِ الْجَنَّةُ بِعَيْنِهَا " ، وَذُكِرَ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ وَلَّى عَلَى أَصْبَهَانَ وَهْزَاذَ بْنَ يَزْدَادَ الْأَنْبَارِيَّ ، وَكَانَ ابْنَ عَمٍّ لِكَاتِبِهِ ، فَكَتَبَ فِي بَعْضِ أَوْقَاتِ مَقَامِهِ بِأَصْبَهَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ كِتَابًا وَصَفَ فِيهِ اخْتِلالَ حَالِ أَصْبَهَانَ ، وَيَسْأَلُهُ نَظَرًا لَهُمْ بِبَعْضِ خَرَاجِهِمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَمَّا بَعْدُ : " فَإِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ يَا وَهْزَاذُ عَلَى أَصْبَهَانَ أَوْسَعِ الْمَمْلَكَةِ رُقْعَةً وَعَمَلا وَأَكْثَرِهَا خَرَاجًا بَعْدَ فَارِسَ , وَالأَهْوَازِ , وَأَزْكَاهَا أَرْضًا , حَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ وَالْوَرْدُ , وَجِبَالُهَا الْإِثْمِدُ وَالْفِضَّةُ ، وَأَشْجَارُهَا الْجَوْزُ وَاللَّوْزُ , وَالْكُرُومُ الْكَرِيمَةُ , وَالْفَوَاكِهُ الْعَذْبَةُ طَيْرُهَا عَوَامِلُ الْعَسَلِ ، وَمَاؤُهَا فُرَاتٌ ، وَخَيْلُهَا الْمَاذِيَانَاتُ الْجِيَادُ أَنْظَفُ بِلادِ اللَّهِ طَعَامًا , وَأَلْطَفُهَا شَرَابًا ، وَأَصَحُّهَا تُرَابًا وَأَوْفَقُهَا هَوَاءً , وَأَرْخَصُهَا لَحْمًا وَأَطْوَعُهَا أَهْلا وَأَكْثَرُهَا صَيْدًا , فَأَنَخْتَ يَا وَهْزَاذُ عَلَيْهَا بِكَلْكَلٍ اضْطُرَّ أَهْلُهَا إِلَى مَسْأَلَتِكَ مَا سَأَلْتَ لَهُمْ لِتَفُوزَ بِمَا يُوضَعُ عَنْهُمْ , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بَاطِلا ، وَلا أَبْعَدَكَ عَنْ ظَنِّ السُّوءِ ، فَسَتَرُدَّ فَتَعْلَمَ , وَإِنْ صَدَقْتَ فِي بَعْضِهِ فَقَدْ أَخْرَبْتَ الْبَلَدَ , أَتَظُنُّ يَا وَهْزَاذُ أَنَّا نُنْفِذُ لَكَ مَا مَوَّهْتَ وَسَحَرْتَ مِنَ الْقَوْلِ ، وَقَعَدْتَ تُشِيرُ عَلَيْنَا بِهِ , فَعَضَّ يَا وَهْزَاذُ عَلَى غُرْلَةِ أَيْرِ أَبِيكَ ، وَمُصَّ بَظُرَ أُمِّكَ , فَايْمُ اللَّهِ لَتَبْعَثَنَّ إِلَيَّ بِخَرَاجِ أَصْبَهَانَ كُلِّهِ أَوْ لأَجْعَلَنَّكَ طَوَابِيقَ عَلَى أَبْوَابِ مَدِينَتِهَا ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَوْفَقَ الْأَمْرَيْنِ لَهَا أَوْ ذَرْ ، وَالسَّلامُ " . وَوُجِدَ فِي كِتَابِ الْأَوَائِلِ ، قَالَ : " فَانْتَفَضُوا بِلادَ الْمَمْلَكَةِ وَبِقَاعَهَا , فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ بَلَدًا أَجْمَعَ لِمَا طَلَبُوا مِنَ الْفُنُونِ الَّتِي يَخْتَارُونَهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ ، وَبُلْدَانِ الْإِقْلِيمِ أَصَحَّهَا تُرْبَةً وَأَقَلَّهَا عُفُونَةً ، وَأَبْعَدَهَا مِنَ الزَّلازِلِ وَالْخُسُوفِ , وَأَعْلَكَهَا طِينًا ، وَأَبْقَاهَا عَلَى الدَّهْرِ بِنَاءً ، فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ بَلَدًا أَجْمَعَ لِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مِنْ أَصْبَهَانَ , ثُمَّ فَتَّشُوا عَنْ بِقَاعِ هَذَا الْبَلَدِ ، فَلَمْ يَجِدُوا فِيهَا أَفْضَلَ مِنْ رُسْتَاقِ جَيٍّ , وَلا وَجَدُوا فِي رُسْتَاقِ جَيٍّ أَجْمَعَ لِمَا رَامَوْهُ مِنْ مَدِينَةِ جَيٍّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.