بد الله بن محمد بن عبدة


تفسير

رقم الحديث : 712

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي خَالِي ، قال : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ ، قال : ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، قال : ثنـا يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْ سَمِعَ جُوَيْبِرَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " بَاتَ الْخَلائِقُ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَـافٍ ، وَأَصْبَحَتِ الْخَلائِقُ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَـافٍ ، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ ، وَالنَّاسُ ثَلاثَةٌ ، وَالْعَبِيدُ ثَلاثَةٌ ، وَإِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ ، فَأَمَّا الأَصْنَافُ الَّذِينَ بَاتُوا : فَصِنْفٌ بَاتُوا نِيَامًا ، وَصِنْفٌ قِيَامًا يُصَلُّونَ ، وَصِنْفٌ السَّبِيلَ يَقْطَعُونَ ، لَيْسَ لَـهُمْ هِمَّةٌ إِلا شُريهُ يُشتِرُّونَ ، فَإِمَّا إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ السَّارِقِينَ ، وَأَصْبَحُوا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ : فَصِنْفٌ مِنَ الذَّنْبِ تَائِبٌ مُوَطِّنٌ نَفْسَهُ عَلَى هِجْرَانِ ذَنْبِهِ أَنْ لا يَرْجِعَ إِلَى سَيِّئَةٍ ، فَهَذَا التَّائِبُ الْمُبَرَّزُ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَيَنْدَمُ وَيُذْنِبُ وَيَحْزَنُ وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي وَهُوَ يَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ تَائِبًا ، فَهَذَا نَرْجُو لَهُ وَنَخَافُ عَلَيْهِ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ ، وَلا يَنْدَمُ وَيُذْنِبُ ، وَلا يَحْزَنُ وَيُذْنِبُ ، وَلا يَبْكِي ، فَهَذَا الْحَابِرُ النَّاسِي ، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ أُخِذتهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ رُكْبَانًا ، وَهُمُ الْوَفْدُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ ، وَصِنْفٌ أُخِذَتِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ مُشَاةً ، وَصِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أُخِذتهِمْ إِلَى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ صُمًّا وَبُكْمًا وَعُمْيًا ، وَالنَّاسُ ثَلاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ ، فَأَمَّـا الزَّاهِدُ فَقَدْ خَرَجَتِ الأَحْزَانُ وَالأَفْرَاحُ مِنْ صَدْرِهِ عَلَى مَتَاعِ هَذِهِ الْغُرُورِ ، فَهَذَا لا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ ، وَلا يُبَالِي عَلَى يُسْرٍ أَصْبَحَ أَمْ عَلَى عُسْرٍ ، وَلا يَفْرَحُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ ، فَهَذَا الْمُبَرَّدُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَأَمَّا الصَّابِرُ فَهُوَ رَجُلٌ يَشْتَهِي الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ وَيَتَمَنَّـاهَا لِنَفْسِهِ ، وَإِذَا ظَفَرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا ، أَلْجَمَ نَفْسَهُ مِنْهَا كَرَاهِيَةَ شَنَآنِهَا ، وَسُوءَ عَاقِبَتِهَا ، فَلَوْ تَطَّلِعُ عَلَى مَـا فِي نَفْسِهِ تَعْجَبُ مِنْ نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ ، وَأَمَّا الرَّاغِبُ ، فَإِنَّهُ لا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا مِنْ مُحَرَّمِهَا ، لا يُبَالِي مَا دَنَّسَ مِنْهَا عِرْضَهُ ، أَوْ ذَهَابُ مُرُوءَتِهِ ، أَوْ خُرُوجُ دِينِهِ ، أَوْ وَضْعٍ حَسَبُهُ ، فَهُمْ فِي غِرَّةٍ يَضْطَرِبُونَ ، وَهُمْ أَنْتَنُ مِـنْ أَنْ يُذْكَرُوا ، لا يَصْلُحُ إِلا أَنْ تسُكِّرَ بِهِمُ الأَسْوَدُ ، وَأَمَّا الْعَبِيدُ فَثَلاثَةٌ : فَعَبْدٌ طَمِعٌ يَتَعَبَّدُ لأَهْلِ الدُّنْيَا ، يَطَأُ أَعْقَـابَهُمْ ، يَحْلِفُ بِجَيـاتِهِمْ ، يَلْتَمِسُ فَضْلَ مَـا فِي أَيْدِيهِمْ لَيُصِيبَ شَيْئًا مِنْ دُنْيَاهُمُ ، اسْتَوْجَبَ الذُّلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَابَ فِي الآخِرَةِ ، وَعَبْدٌ أَذْنَبَ ذَنْبًا لا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِهِ فِيهِ فِيمَا أَعْطَى خَطَرَهُ ، وَعَبْدُ رَقٍّ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ ، وَأَمَّا الدُّنْيَا فَثَلاثَةُ أَيَّامٍ : مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ فَلا تَرْجُوهُ ، وَصَارَ الْيَوْمُ فِي يَدَيْكَ يَنْبَغِي أَنْ تَغْتَنِمَهُ ، وَغَدًا لا تَدْرِي مِـنْ أَهْلِـهِ يَكُونُ أَمْ لا ؟ فَأَمَّـا أَمْسِ الْمَاضِي فَحَكِيمٌ مُؤَدِّبٌ ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْقَادِمُ عَلَيْهِ فَصَدِيقٌ مُوَدِّعٌ ، وَأَمَّا غَدًا فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلا أَمَلُـهُ ، فَإِنْ كَانَ أَمْسِ الْمَاضِي فَعَجِّلْ بِنَفْسِكَ ، فَقَدْ أَبْقَى الْيَوْمُ فِي يَدِكَ حِكْمَةً يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ ، فَقَدْ كَانَ طَوِيلَ الْمغَيبَةِ عَنْكَ ، وَهُو الْيَوْمَ سَرِيعُ الرِّحْلَةِ عَنْكَ ، فَأَمَّا غَدٌ فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلا أَمَلُهُ ، فَخُذِ الثَقَةَ بِالْعَمَلِ ، وَدَعِ الْغُرُورَ بِالأَمَلِ " ، قَالَ سَعِيدٌ : هَذَا الْحَدِيثُ رَتَّبُوهُ وَدَبَّرُوهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.