باب عذاب القبر وشدته


تفسير

رقم الحديث : 4

وَرَوَى وَكِيعٌ , عَنْ الثَّوْرِيِّ عَمَّنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا , يَقُولُ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ فَأَلْتَمِسُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى وَأُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لِيَ خَيْرٌ . فَنَزَلَتْ هَذِه الْآيَةُ : فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ سورة الكهف آية 110 ، يَعْنِي مَنْ خَافَ الْمَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى . وَيُقَالُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ اللَّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا سورة الكهف آية 110 يَعْنِي : خَالِصًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا سورة الكهف آية 110 . وَقَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ : مَنْ عَمِلَ سَبْعَةً دُونَ سَبْعَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِمَا يَعْمَلْ ، أَوَّلُهَا أَنْ يَعْمَلَ بِالْخَوْفِ دُونَ الْحَذَرِ ، يَعْنِي يَقُولُ : إِنِّي أَخَافُ عَذَابَ اللَّهِ ، وَلَا يَحْذَرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَلَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ الْقَوْلُ شَيْئًا . وَالثَّانِي أَنْ يَعْمَلَ بِالرَّجَاءِ دُونَ الطَّلَبِ ، يَعْنِي يَقُولُ : إِنِّي أَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَا يَطْلُبُهُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، لَمْ تَنْفَعْهُ مَقَالَتُهُ شَيْئًا . وَالثَّالِثُ بِالنِّيَّةِ دُونَ الْقَصْدِ يَعْنِي يَنْوِي بِقَلْبِهِ أَنْ يَعْمَلَ بِالطَّاعَاتِ وَالْخَيْرَاتِ وَلَا يَقْصِدُ بِنَفْسِهِ ، لَمْ تَنْفَعْهُ نِيَّتُهُ شَيْئًا وَالرَّابِعُ بِالدُّعَاءِ دُونَ الْجَهْدِ ، يَعْنِي يَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَهُ لِلْخَيْرِ وَلَا يَجْتَهِدُ ، لَمْ يَنْفَعْهُ دُعَاؤُهُ شَيْئًا ، وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْتَهِدَ لِيُوَفِّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ سورة العنكبوت آية 69 ، يَعْنِي الَّذِينَ جَاهَدُوا فِي طَاعَتِنَا وَفِي دِينِنَا لَنُوَفِّقَنَّهُمْ لِذَلِكَ . وَالْخَامِسُ بِالِاسْتِغْفَارِ دُونَ النَّدَمِ ، يَعْنِي يَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلَا يَنْدَمُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ مِنَ الذُّنُوبِ ، لَمْ يَنْفَعْهُ الِاسْتِغْفَارُ يَعْنِي بِغَيْرِ النَّدَامَةِ . وَالسَّادِسُ بِالْعَلَانِيَةِ دُونَ السَّرِيرَةِ يَعْنِي يُصْلِحُ أُمُورَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ وَلَا يُصْلِحُهَا فِي السِّرِّ ، لَمْ تَنْفَعْهُ عَلَانِيَتُهُ شَيْئًا . وَالسَّابِعُ أَنْ يَعْمَلَ بِالْكَدِّ دُونَ الْإِخْلَاصِ يَعْنِي يَجْتَهِدُ فِي الطَّاعَاتِ وَلَا تَكُونُ أَعْمَالُهُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى ، لَمْ تَنْفَعْهُ أَعْمَالُهُ بِغَيْرِ إِخْلَاصٍ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ اغْتِرَارًا مِنْهُ بِنَفْسِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُجَاهِدًا

ثقة إمام في التفسير والعلم

عَمَّنْ

الثَّوْرِيِّ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

وَكِيعٌ

ثقة حافظ إمام

Whoops, looks like something went wrong.