باب اهوال القيامة وافزاعها


تفسير

رقم الحديث : 22

وَقَالَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , يَقُولُ : لِيَمُتْ جِبْرِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ ، وَإِسْرَافِيلُ ، وَلْيَمُتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِي ؟ فَيَقُولُ : أَنْتَ الْحَيُّ لَا تَمُوتُ . وَبَقِيَ عَبْدُكَ الضَّعِيفُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ : أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلِي كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ، وَأَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي ، خَلَقْتُكَ لَمَّا رَأَيْتُ فَمُتْ فَيَمُوتُ . وَرُوِيَ خَبَرٌ آخَرُ أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِأَنْ يَقْبِضَ رُوحَ نَفْسِهِ ، فَيَجِئُ إِلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَيَنْزِعُ رُوحَهُ بِنَفْسِهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً , لَوْ كَانَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ أَحْيَاءَ لَمَاتُوا مِنْ صَيْحَتِهِ ، وَيَقُولُ لَوْ كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ لِنَزْعِ الرُّوحِ مِثْلُ هَذِهِ الشِّدَّةِ وَالْمَرَارَةِ ، لَكُنْتُ عَلَى قَبْضِ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ أَشَدَّ شَفَقَةً ، ثُمَّ يَمُوتُ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ ، أَيْنَ الْجَبَابِرَةُ وَأَيْنَ أَبْنَاءُ الْجَبَابِرَةِ ، وَأَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَأْكُلُونَ خَيْرِي وَيَعْبُدُونَ غَيْرِي . ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ، فَلا يُجِيبُهُ أَحَدٌ فَيُجِيبُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ . ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ ، فَتُمْطِرَ السَّمَاءُ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ، اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا ، فَيُنْبِتُ اللَّهُ الْخَلْقَ بِذَلِكَ الْمَاءِ ، كَنَبَاتِ الْبَقْلِ حَتَّى تَتَكَامَلَ أَجْسَامُهُمْ ، فَتَعُودُ كَمَا كَانَتْ . ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِيَحْيَى إِسْرَافِيلُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ ، فَيَحْيَوْنَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ ، فَيَأْخُذُ الصُّورَ وَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ لِيَحْيَى جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ، فَيَحْيَيَانِ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ يَدْعُو اللَّهُ تَعَالَى الْأَرْوَاحَ فَيُؤْتَى بِهَا فَيَجْعَلُهَا فِي الصُّورِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْبَعْثِ ، فَتَخْرُجُ الْأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ قَدْ مَلَأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَتَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ فِي الْأَرْضِ إِلَى الْأَجْسَادِ ، فِي الْخَيَاشِيمِ فَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُمْ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ " . وَفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحْيَا جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَيَنْزِلُونَ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُمُ الْبُرَاقُ وَحُلَلٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَتَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ فَيَنْظُرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ فَيَقُولُ : " يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الْيَوْمُ " ؟ فَيَقُولُ هَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، هَذَا يَوْمُ الْحَاقَّةِ ، هَذَا يَوْمُ الْقَارِعَةِ ، فَيَقُولُ : " يَا جِبْرِيلُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِأُمَّتِي " فَيَقُولُ جِبْرِيلُ أَبْشِرْ فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ . ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ . رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا سِرَاعًا إِلَى رَبِّهِمْ ، يَنْسِلُونَ يَعْنِي يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ حُفَاةً عُرَاةً ، ثُمَّ يَقِفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا ، مِقْدَارَ سَبْعِينَ عَامًا ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَقْضِي بَيْنَهُمْ ، فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ثُمَّ يَبْكُونَ دَمًا وَيَعْرَقُونَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ مِنْهُمْ بِأَنْ يُلْجِمَهُمْ ، وَأَنْ يَبْلُغَ الْأَذْقَانَ ، ثُمَّ يَدْعُونَ إِلَى الْمَحْشَرِ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ سورة القمر آية 8 أَي نَاظِرِينَ قَاصِدِينَ مُسْرِعِينَ . فَإِذَا اجْتَمَعَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ ، الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَغَيْرُهُمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ وُقُوفٌ إِذْ سَمِعُوا حِسًّا مِنَ السَّمَاءِ شَدِيدًا ، فَهَالَهُمْ ذَلِكَ فَتَنْشَقُّ السَّمَاءُ وَتَنْزِلُ مَلَائِكَةُ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، كَمَثَلِ مَنْ فِي الْأَرْضِ فَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ ، فَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ يَعْنِي أَفِيكُمْ أَمَرَ رَبُّنَا بِالْحِسَابِ ، قَالُوا : لَا وَهُوَ يَأْتِي . يَعْنِي يَأْتِي بِأَمْرِهِ بِالْحِسَابِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَيَقُومُونَ صَفًّا خَلْفَ أَهْلِ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِكَةُ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، حَتَّى تَنْزِلَ مَلَائِكَةُ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ، عَلَى قَدْرِ التَّضْعِيفِ وَيَقُومُونَ حَوْلَ أَهْلِ الدُّنْيَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

رَجُلٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.