باب صفة الجنة واهلها


تفسير

رقم الحديث : 94

قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَائِضِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ , بِإِسْنَادٍ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبَ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ " فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ : " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا " ؛ فَقُلْنَا : لَا . قَالَ : " لَكِنِّي أَنَا رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ أَنَّهُ أَتَانِي اثْنَانِ وَأَنَّهُمَا أَخَذَا بِيَدِي فَقَالَا لِيَ : انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُسْتَوِيَةً ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَآخَرَ قَائِمٍ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، فَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ عَلَى رَأْسِهِ فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ فَيَتْبَعُهُ وَيَأْخُذُهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسَهُ كَمَا كَانَ ، فَيَعُودُ عَلَيْهِ رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ عَلَى قَفَاهُ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهَهُ فَيَشُقُّ شِدْقَهُ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى قَفَاهُ ، وَمِنْخَرِهِ ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَا يَفْرُغُ مِنْهُ حَتَّى يَصِحَّ الْجَانِبُ الْأَوَّلُ كَمَا كَانَ ، فَيَعُودُ إِلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ قَالَا لِيَ : انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى انْتَهَيْنَا عَلَى بِنَاءِ رَأْسِهِ مِثْلَ التَّنُّورِ ، وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ . قَالَ : فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ ، فَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أُوقِدَ ارْتَفَعُوا حَتَّى يَكَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا ، فَإِذَا خَمَدَتَ رَجَعُوا فِيهَا ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ صَوَّتُوا . يَعْنِي صَاحُوا فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ ؛ قَالَا لِيَ : انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهْرٍ مُعْتَرِضٍ ، فِيهِ مَاءٌ أَحْمَرَ لا مِثْلَ الدَّمِ ، فَإِذَا فِيهِ ، رَجُلٌ يَسْبَحُ وَإِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ حِجَارَةً كَثِيرَةً ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ السَّابِحُ فَيَفْغُرُ أَيْ يَفْتَحُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا ، قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ قَالَا لِيَ : انْطَلِقْ فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ ، فَإِذَا هُوَ حَوْلَهُ نَارٌ عَظِيمَةٌ يَهُشُّهَا ، وَيَسْعَى حَوْلَهَا ، فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ فَقَالَا لِيَ : انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نُورِ الرَّبِيعِ ، فَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ ، وَإِذَا حَوْلَ ذَلِكَ الرَّجُلِ وِلْدَانٌ كَثِيرٌ ، مِنْ أَكْثَرِ مَا رَأَيْتُمْ قَطُّ ، فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ قَالَا لِيَ : انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ دَوْحَةً أَعْظَمَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا ، فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبَنٍ مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبَنٍ مِنْ فِضَّةٍ ، فَاسْتَفْتَحْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَفُتِحَ لَنَا ، فَدَخَلْنَا فِيهَا فَأَخْرَجَانِي مِنْهَا فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا وَأَفْضَلُ ، فَبَيْنَمَا أُصَعِّدُ بَصَرِي فَإِذَا قَصْرٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ رَبَابَةٌ بَيْضَاءُ ، قَالَا : ذَلِكَ مَنْزِلُكَ ، قُلْتُ : أَلَا أَدْخُلُهُ ؟ قَالَا : أَمَّا الْآنَ فَلَا ، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ عَجَبًا ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتُهُ ؟ " قَالَا : أَمَّا الْأَوَّلُ الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْلِغُ رَأْسَهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ . وَأَمَّا الَّذِي يَشُقُّ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكِذْبَةَ فَتَبْلُغُ الْآفَاقَ . وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ مِثْلَ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي . وَأَمَّا الَّذِي يَسْعَى فِي الْبَحْرِ فَهُوَ آكِلُ الرِّبَا . وَأَمَّا الَّذِي يَسْعَى حَوْلَ النَّارِ فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ أَيْ جَهَنَّمَ . وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَأَمَّا الْوِلْدَانِ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ . وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي دَخَلْتَ أَوَّلًا فَدَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَمَّا الدَّارُ الْأُخْرَى فَدَارُ الشُّهَدَاءِ ، وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ " . فَقَالَ رَجُلٌ : وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ . قَالَ : " وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ أَيْضًا يَكُونُونَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبَ

صحابي

أَبُو مَنْصُورٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَائِضِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.