باب التفكر


تفسير

رقم الحديث : 377

قَالَ الْفَقِيهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنَ قَالَ الْفَقِيهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنَ الْعُلَمَاءِ ، رَفَعُوا الْحَدِيثَ إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , قَالَ : قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ حَفِظْتَهُ ، وَذَكَرْتَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ وَقْتِ مَا حَدَّثَكَ بِهِ . فَبَكَى مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، حَتَّى قُلْتُ : إِنَّهُ لَا يَسْكُتُ ، ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي وَأَنَا رَدِيفُهُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ بِمَا أَحَبَّ " . ثُمَّ قَالَ : " يَا مُعَاذُ " . قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيَّ الرَّحْمَةِ . فَقَالَ : " أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ، إِنْ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلَاكٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكٌ وَجَعَلَ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهَا بَوَّابًا مِنْهُمْ . فَكَتَبَ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ مِنْ حِينِ يُصْبِحُ حَتَّى يُمْسِيَ ، ثُمَّ يُرْفَعُ ، وَلَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدُّنْيَا فَيُزَكِّيهِ ، وَيُكَثِّرُهُ فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ لَهُ : لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنَا صَاحِبُ الْغِيبَةِ ، وَهُوَ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ ، لَا أَدَعُ عَمَلَهُ أَنْ يُجَاوِزَنِي إِلَى غَيْرِي ، وَقَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ وَلَهُ نُورٌ وَضَوْءٌ يُضِيءُ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ لَهُ : لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرَضَ الدُّنْيَا ، وَأَنَا صَاحِبُ عَمَلِ الدُّنْيَا ، لَا أَدَعُ عَمَلَهُ أَنْ يُجَاوِزَنِي إِلَى غَيْرِي ، قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ بِصَدَقَةٍ وَصَلَاةٍ كَثِيرَةٍ ، فَتَعْجَبُ الْحَفَظَةُ ، فَيَتَجَاوَزُونَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، قُلْ لَهُ : لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَتَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ فِي مَجْلِسِهِمْ ، فَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي ، قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ ، وَهُوَ يَزْهُو كَمَا تَزْهُو النُّجُومِ بِتَسْبِيحٍ وَصَوْمٍ فَيَمُرُّ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ لَهُ : لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الْعُجْبِ بِنَفْسِهِ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا وَأَدْخَلَ فِيهِ الْعُجْبَ . فَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزَنِي إِلَى غَيْرِي ، فَيُضْرَبُ بِالْعَمَلِ وَجْهُهُ ، فَيَلْعَنُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى زَوْجِهَا ، فَتَمُرُّ بِهِ إِلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ بِالْجِهَادِ وَالصَّلَاةِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِهِ ، إِنَّهُ كَانَ يَحْسُدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ لِلَّهِ فَهُوَ يَحْسُدُهُمْ وَيَقَعُ فِيهِمْ فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَتَلْعَنُهُ حَفَظَتُهُ مَا دَامَ هُوَ فِي الْحَيَاةِ ، قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِوُضُوءٍ تَامٍّ ، وَقِيَامِ لَيْلٍ ، وَصَلَاةٍ كَثِيرَةٍ ، فَيَمُرُّ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الرَّحْمَةِ إِنَّ صَاحِبَكَ لَمْ يَرْحَمْ شَيْئًا ، فَإِذَا أَصَابَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ذَنْبًا أَوْ ضُرًّا شَمِتَ بِهِ ، وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا يُجَاوِزَنِي عَمَلُهُ إِلَى غَيْرِي قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِصِدْقٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الْبَرْقِ ، فَتَمُرُّ بِهِ إِلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَاقْفُلْ عَلَيْهِ قَلْبَهُ أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَإِنَّهُ أَرَادَ بِهِ الرِّفْعَةَ وَذِكْرًا فِي الْمَجَالِسِ وَصِيتًا فِي الْمَدَائِنِ ، وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزَنِي إِلَى غَيْرِي ، قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَصَمْتٍ ، وَذِكْرٍ كَثِيرٍ ، وَتُشَيِّعُهُ مَلَائِكَةُ السَّمَوَاتِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى تَحْتِ الْعَرْشِ فَيَشْهَدُونَ لَهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي ، وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ ، إِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهِي ، وَأَرَادَ غَيْرِي فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ : عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ وَلَعْنَتُنَا ، وَتَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَأَرْضِينَ ، وَلَعْنَتُنَا " . ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَقَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَلُ ؟ قَالَ : " اقْتَدِ بِنَبِيِّكِ يَا مُعَاذُ وَعَلَيْكَ الْيَقِينُ ، وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ ، وَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ ، وَلْتَكُنْ ذُنُوبُكَ عَلَيْكَ ، وَلَا تَحْمِلْهَا عَلَى إِخْوَانِكَ ، وَلَا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ ، وَلَا تَرْفَعْ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ ، وَلَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ النَّاسَ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

صحابي

خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ

ثقة

الْعُلَمَاءِ

Whoops, looks like something went wrong.